Home » إمام إيطالي يتحدث عن البحث عن الوحدة الإسلامية
سياسة

إمام إيطالي يتحدث عن البحث عن الوحدة الإسلامية

pallavicini
تساؤل حول معنى الوحدة الإسلامية وهل هو هدف ممكن الوصول إليه ويتجاوز الشعارات والفصائل.. مؤتمر في أبو ظبي يركز على إحدى القضايا التاريخية المهمة للإسلام. تعليق الإمام يحيى بالافيتشيني، يحيى بالافيتشيني، رئيس المؤسسة الإسلامية الإيطالية "كوريس" وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس المؤتمر العالمي للمرأة.

وعقد المؤتمر الدولي “الوحدة الإسلامية: المفهوم والفرص والتحديات” الذي نظمه المجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية في أبو ظبي في 8 و 9 مايو الماضي، من أجل مناقشة حقيقة وحدة الإسلام في التاريخ والحاضر والبحث عن  مظاهره في مختلف مجالات الحياة ودورها في بناء الحضارة الإنسانية التي كانت أساس حضارة العالم الحديث بمساهمته الأصلية في الفنون والعلوم.و ناقش المؤتمر الظروف التاريخية التي أثرت على فهم مفهوم الوحدة الإسلامية وجعلها شعاراً سياسياً. وتعرض النقاش إلى أهم المسائل من خلال مداخلات الخبراء وحلقات النقاش لفهم جوهر وحقيقة الوحدة الإسلامية في دورها التاريخي والبناء، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.

وقال الإمام الإيطالي إنه مع دخول العالم الإسلامي مرحلة ما بعد الاستعمار مع تغييرات كبيرة في مكوناته السياسية والاجتماعية مع ظهور أحزاب سياسية تتبنى الإسلام كعقيدة للاستيلاء على السلطة، أصبح مفهوم الوحدة الإسلامية لم يعد واضحًا كما كان.

وذكر أن المعنى الأكثر تماسكًا للوحدة الإسلامية يشير إلى الوحدة الأخلاقية والدينية التي تجمع الأفراد والمجتمع في مجتمع روحي دون أن يقوض ذلك انتماء الأفراد إلى دول و أمم مختلفة.

وأشار إلى أن الوحدة الروحية والاجتماعية لهذه الحضارة خلقت نماذج ثقافية مختلفة أشارت مع ذلك إلى سياق حضاري أكبر يتميز بمساهمات مهمة من الناحية العلمية والفنية والأدبية والفلسفية والمعمارية والفلكية والرياضية والطبية والموسيقية.

واعتبر أن هذه الوحدة الحضارية التي امتدت على مدى عدة قرون وتوسعت لاستيعاب مختلف الشعوب والثقافات بمعرفتهم وفنونهم خلقت مجتمع روحي من التعددية في حوار متواصل مع الأديان المختلفة مما أدى إلى التبادل الثقافي المثمر  وتوطين الثقافات والمجتمعات والتقاليد والعادات.

وأشار إلى تحريف الجماعات والحركات التي ظهرت في العقود الأخيرة لفكرة الوحدة الإسلامية وتحويلها إلى حلم سياسي أصبح وهمًا لكل من يسعى إلى تقدم قضية المسلمين أو البحث عن أمجاد فردية أو طائفية.

وأكد أن المسلمون على مدار التاريخ اتحدوا من وجهة نظر اجتماعية وحضارية وعلمية وتعليمية وثقافية مع وعي إنساني متبادل ورابط قوي من الانتماء. وقال إنهم لم يعودوا متحدين في دولة واحدة بالفعل بعد قرن من وفاة النبي محمد.

واعتبر أن الانقسام السياسي وهذا التشرذم لم يمنعا من وجود وحدة الإسلام على المستوى الاجتماعي والحضاري والعلاقات الإنسانية.

وذكر أن المجتمع الإسلامي ظل واحدًا لأنه فهم المعنى الحقيقي للوحدة، إلا أنه جرى اختطاف هذا الفهم والوعي الصحيح للوحدة الإسلامية بشكل كبير وجذري في العقود الأخيرة بسبب تأثير الجماعات التي تستخدم الإسلام السياسي.

اشترك في النشرة الإخبارية