Home » المجلس الأطلسي: إيطاليا قوة وساطة في البحر الأبيض المتوسط
سياسة

المجلس الأطلسي: إيطاليا قوة وساطة في البحر الأبيض المتوسط

مؤتمر "التحديات في شمال أفريقيا: مسارات جديدة للدبلوماسية الدولية؟"، نظمه المجلس الأطلسي ومعهد آسبن بإيطاليا، وذلك بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة في إيطاليا..

وعلى إيطاليا مواجهة تحديات جديدة في المجال الدبلوماسي خاصة في شمال إفريقيا لكن لديها كل الإمكانات لتصبح قوة للوساطة في البحر الأبيض المتوسط. وجاء ذلك في تقرير المجلس الأطلسي بعنوان: “علاقات شمال إفريقيا عبر الأطلسية بين التغيير والاستمرارية“.

وتطرق التقرير إلى الدور المحتمل الذي يمكن أن تلعبه إيطاليا ودبلوماسيتها في شمال إفريقيا بالاتفاق الكامل والتعاون مع الولايات المتحدة واللاعبين الأوروبيين الرئيسيين الآخرين في حل بعض الأزمات الشائكة في المنطقة وتعزيز مناخ التعاون حول تحالف عبر الأطلسي يمكن أن يساعد في مواجهة الطموحات المتزايدة للقوى العالمية المنافسة. وتحدثت مجموعة من الخبراء من المجلس الأطلسي ومعهد آسبن الإيطالي عن ذلك.

وبالنظر إلى أن حوض البحر المتوسط ​​لا يزال ممزقًا جيوسياسيًا، فإن الصلة القوية بين مصالح إيطاليا والولايات المتحدة (أغنى منطقة اقتصادية متكاملة في العالم) ومع التحالف عبر الأطلسي (أقوى تحالف في التاريخ) لا بد أن تؤثر على سياستها الخارجية الشاملة.

وأدارت المناقشة باتريسيا كرم، المديرة الإقليمية للمعهد الجمهوري الدولي، حيث يتعلق الأمر بفرصة مهمة لتحليل الأزمات الحالية في المنطقة والدور الذي يمكن أن تلعبه إيطاليا.

وقال عماد الدين بادي، زميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي، إن إيطاليا كانت محاورًا إيجابيًا في ليبيا لكنها لم تترجم نواياها إلى سياسة فعالة. وأضاف أنه لا يوجد انتخابات في ليبيا و عاد الفاعلون السياسيون والعسكريون مع حكومتين مختلفين.

وأضاف الخبير الليبي: تصور الخبراء الأوروبيين والأجانب للوضع مختلف تماما، معتبراً أن إيطاليا محاور بناء وتعرف ليبيا جيدًا ليس فقط لقربها الجغرافي ولكن أيضًا لأن لديها العديد من المصالح المشتركة مثل إدارة الهجرة.

وذكر أن روما لديها نهج عملي ومعرفة ولكن هذا للأسف لا يترجم إلى سياسة فعالة، قائلاً إن إيطاليا لديها قضايا داخلية يجب حلها ولم تعرض وجهة نظرها بطريقة مقنعة مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.

وحذر بادي من تنامي نفوذ روسيا في المنطقة كما في ليبيا، حيث تستخدم روسيا القوات شبه العسكرية ليس فقط في ليبيا ولكن أيضًا في إفريقيا لتوسيع نفوذها.

من جانبها، قالت أليسيا ميلكانجي، الزميلة غير مقيمة في المجلس الأطلسي، إن إيطاليا لعبت تاريخيًا دورًا مهمًا ليس فقط لأسباب جغرافية في البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت إلى الروابط التاريخية مع المنطقة حيث طلبت إيطاليا من أوروبا في العقود الأخيرة ألا تركز فقط على التوسع في الشرق، ولكن أيضًا النظر إلى الحوض الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط.

وشددت الخبيرة الإيطالية على ضرورة انتهاج روما سياستها الخاصة تجاه البحر الأبيض المتوسط ​​وأن يكون لها نهج تعاوني متعدد الأطراف مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

واعتبرت أن أزمة الطاقة يجب أن تفتح الباب أمام مبادرات جديدة يمكن أن ترى إيطاليا رائدة مثلاً مع تركيا، مشيرة إلى أنه في قطاع الطاقة في شرق البحر المتوسط ​يمكن لإيطاليا أن تسهل الحوار مقارنة ببعض البلدان.

بدوره، قال روبرتو مينوتي، كبير مستشاري الأنشطة الدولية في معهد آسبن الإيطالي، إن السياق عبر الأطلسي قد تغير بشكل جذري مع انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن ومن وجهة نظر إيطالية وأوروبية مع حكومة ماريو دراغي في إيطاليا. واعتبر أن هذا المزيج مهم جداً أيضًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عطلت العديد من القضايا في العلاقات عبر الأطلسي، معتبراً أن سياق حلف الناتو قد تضرر وكان من الصعب على الأوروبيين تنظيم أنفسهم حتى على مستوى سياق الأمم المتحدة.

وقال إنه مقارنة بليبيا فإن إيطاليا على مختلف المستويات هي التي تفهم بعض الديناميكيات بشكل أفضل، لكن كان هناك فهم مؤخرًا بشأن ارتباط العديد من القضايا الإقليمية الأخرى مثل تلك بين الجزائر والمغرب ببعضها، مشيراً إلى أنه في وسائل الإعلام الإيطالية لا يوجد حديث عن نزاع الصحراء الغربية لأن هناك اتفاقيات غاز موقعة مع الجزائر.

كما تحدثت أليسا بافيا، المديرة المساعدة للمجلس الأطلسي، عما يحدث في تلك المنطقة حيث ركزت على الأسباب الأخيرة للتوترات بين المغرب والجزائر حتى لو بدأت المشكلة في الخمسينيات والستينيات.

وقالت إنه في عام 2020 فتحت جبهة البوليساريو صراعًا مفتوحًا مع المغرب. وأضافت أنه بالنسبة للرباط تعد القضية وطنية أساسية والناس يتابعونها، فيما استثمر المغرب أيضًا في البنية التحتية في الصحراء الغربية ويعتبرها جزءًا من أراضيه.

وتابعت أن قضية الصحراء والاتفاقيات الإبراهيمية هما العاملان الرئيسيان للتوتر بين الجزائر والمغرب، مشيرة إلى أن الجزائر مهمة بالنسبة لإيطاليا فيما يخص الغاز، لكن المغرب مهم أيضًا لعلاقاته التجارية ومجتمعه الواسع من المهاجرين.

من جهته، قال كريم ميزران، مدير مبادرة شمال إفريقيا والزميل الأول المقيم في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، إن التعاون بين إيطاليا والولايات المتحدة قوي في شمال إفريقيا.

وذكر أن إيطاليا تعرف ليبيا ولكن تقول إنها لا تملك الموارد ولا تستطيع فعل الكثير. وأضاف أن حكومة ماريو دراغي كانت قوية جداً ولديها إمكانية سياسة خارجية قوية، لكن لم تفعل الكثير وبدون مشاركة أمريكية قوية لا يوجد عمل دولي موحد.

وأدان الخبير وجود تشكيلات مسلحة تسيطر على البلاد، وأوضح أنه حتى الآن حدثت الكثير من الأضرار منذ عام 2014.

وفيما يتعلق بأزمة الصحراء الغربية، قال ميزران إن الجزائر جزء مهم من هذا اللغز للاتفاقيات الإبراهيمية، مشيراً إلى ضرورة العمل لتجنب تهميش الجزائر. وقال إن دراغي إذا ذهب إلى الجزائر ليس فقط للغاز ولكن أيضًا ليكون له دور دبلوماسي في هذه الأزمة.

اشترك في النشرة الإخبارية