قالت مجلة "فورميكي" الإيطالية إن السلطات الألمانية ألقت القبض على رجل يبلغ من العمر 75 عامًا في ميونيخ وذلك لدى عودته من رحلة إلى إيطاليا بتهمة التجسس لصالح المخابرات الصينية.
وبحسب وسائل إعلام ألمانية فإن الرجل هو كلاوس إل، العالم السياسي الذي يدير مؤسسة هانز سايدل في ميونيخ منذ عام 2001، وهي مؤسسة فكرية مرتبطة بالاتحاد المسيحي الاجتماعي المتحالف مع حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
وكشفت “فورميكي” أن الرجل هو كلاوس لانج، مدير معهد الدراسات عبر الوطنية، وهو مؤسسة فكرية مقرها ميونيخ بألمانيا وجيس بإيطاليا وهي دولة صغيرة في ترينتينو. والمؤسسة تعد شركة استشارية جيوسياسية تركز على الشؤون الآسيوية.
وتم تجنيد لانج، بحسب لائحة الاتهام، من المخابرات في بكين خلال مؤتمر في شنغهاي عام 2010 وبين عامي 2010 و 2019 نقل معلومات بانتظام إلى المخابرات الصينية عشية زيارات الدولة أو المؤتمرات الدولية.
وذكرت فورميكي أن المسألة معقدة للغاية، لأنه بالنسبه السلطات كان لانج قد خدم طوال هذه السنوات كعميل لأجهزة المخابرات الألمانية وذلك في حياة مزدوجة بين ميونيخ وبكين.
وأشارت المجلة إلى اعتقاله يوم الاثنين في مطار ميونيخ برفقة زوجته حيث كان يتوجه إلى ماكاو للقاء ضباط المخابرات الصينية.
وكشفت المجلة أن مذكرة التوقيف صدرت في 23 يونيو الماضي، وذكرت أن الرجل المتهم بالتجسس لصالح الحكومة الصينية له تاريخ طويل مع إيطاليا. فالمركز البحثي له مقر إيطالي في جيس المدينة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 3000 نسمة في مقاطعة بولزانو.
وافتتح المركز الإيطالي بعد عام من تجنيد لانج المزعوم من المخابرات الصينية. ولاحقاً غالباً ما حضر الجاسوس المزدوج العديد من المبادرات العامة الصغيرة في إيطاليا خاصة بمجال أبحاثه الرئيسي وهو الإرهاب الإسلامي.
وقالت المجلة إنه ضمن انشطة المركز الفرع الإيطالي كان هناك زيارة لخبير دفاع هندي العميد فينود أناند وهو زميل أول في مؤسسة فيفيكاناندا الدولية وذلك في أبريل 2011. وتطرقت إلى عقد مؤتمر برئاسة لانج في بولزانو بشأن “ديناميات جنوب آسيا” في الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر 2011. ثم مرة أخرى في جيس في 21 مايو 2012 عقد مؤتمر بشأن “القرصنة الصومالية” في بحر الصين الجنوبي.
واكدت المجلة أنه منذ عام 2013 أصبح نشاط الشركة التي يرأسها لانج في ترينتينو أكثر نشاطًا، من شهر مايو إلى يونيو بين جيس و بولزانو عقد أربعة مؤتمرات حول موضوعات من إيران إلى ميانمار. ومن عام 2014 إلى عام 2018 خرجت إيطاليا من الخريطة، حيث واصلت الشركة تنظيم الندوات لكن هذه المره من كوتشي إلى نيودلهي إلى بنغالور.
واعتبرت المجلة أن الاعتقال في ميونيخ والاتهامات في حال تم تأكيدها تثير شكوك يجب على السلطات الإيطالية الرد عليها، متساءلة كيف لجاسوس صيني عمل على الأراضي الإيطالية في صمت لعشرة أعوام وشارك في الفعاليات العامة.