اعتبر أرماندو سانجويني، السفير الإيطالي السابق لدى تونس والسعودية، أن هناك أخطاء في التقييم و نصائح سيئة وراء الأزمة الدبلوماسية بين إيطاليا والإمارات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أشياء يمكن إصلاحها على الفور والتي قد تلحق أضرار كبيرة بالمصلحة الوطنية.
وتشهد العلاقات بين إيطاليا و الإمارات منذ شهر يونيو توتراً على خلفية طرد القوات الجوية الإيطالية من قاعدة “المنهاد” العسكرية في دبي، ردا على حظر الأسلحة الذي فرضته روما على الإمارات في يناير.
وكانت طائرة “سي130” التابعة لسلاح الجو الإيطالي تنقل صحفيين وعسكريين إلى هراة في غرب أفغانستان للمشاركة في مراسم بمناسبة انسحاب القوات الإيطالية من هذا البلد. وحضر المراسم أيضا وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني ومسؤولون عسكريون كبار سافروا في طائرة أخرى. ثم جاء الإنذار النهائي الإماراتي لإيطاليا العلني بمغادرة قاعدة المنهاد بحلول 2 يوليو.
وأشار سانجويني إلى الأزمة منذ بداية العام بين إيطاليا و الإمارات التي وصفها بالدولة صغيرة ولكنها استراتيجية من الناحيه الجيوسياسية والاقتصادية، موضحاً أنها أزمة ناجمة عن قرار تم من خلاله، باسم قيم مهمة، التنصل من الالتزامات المفترضة والتشغيلية مع انعكاسات نقدية متوقعه على الصورة و المصداقية والثقة التي إيطاليا بحاجة إليها.
وتطرق سانجويني إلى قرار إيطاليا في يناير الماضي بشأن إلغاء التراخيص الممنوحة بالفعل في ذلك الوقت لتصدير مواد دفاعية إلى السعودية و الإمارات على خلفية المشاركة في الحرب باليمن وما أسفر عن مقتل مدنيين.
وطرح تساؤل حول ما إذا كان بإمكان “ملهمي” القرار الإيطالي بإلغاء الالتزامات السارية بالفعل أن يستثمروا بشكل أكثر فائدة في اتجاه يهدف إلى إقناع جماعة الحوثيين في اليمن بقبول و احترام مبادرات السلام المتكررة التي تم التفاوض عليها عبر الأمم المتحدة.
وتحدث عن تقييم نسبة التكلفة إلى الفائدة لخطوة انتهت بشكل غير مدروس إلى استهداف تصدير قطع غيار الفريق البهلواني الإماراتي والتي من بين أمور أخرى ولدت في إشارة إلى التعاون مع إيطاليا الذي انطلق بشراء طائرات إيطالية الصنع.
كما تحدث عن احتشاد إيطاليا إلى جانب تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان في ليبيا في مواجهة الإمارات المعادية للإخوان المسلمين التي يعتبر أردوغان نفسه بطلاً لها أيضاً في ليبيا.
ويأتي هذا مع القرار الإيطالي بتخفيف القيود المفروضة على صادرات الأسلحة إلى السعودية والإمارات، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات مع البلدين.
واعتبر سانجويني أن هذا القرار لن يكون كافياً للتغلب على التحفظات القوية لدى ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد منذ ذلك الحين بشأن إيطاليا.
وطالب الدبلوماسي الإيطالي بضرورة إعادة بناء المصداقية الإيطالية بشكل كامل مع الحكومة الإماراتية حيث تعد شريك مهم جيوسياسيًا واقتصاديًا، معتبرا أن قضية الإمدادات الدفاعية ليست فقط على المحك لكن أيضًا التعاون السياسي في أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه. كما اقترح تدخلًا جديدًا أكثر تخصيصًا من رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي للأزمة.