اعتبر موقع "ديكود 39" التابع لمجلة "فورميكي" الإيطالية أن الهجوم الجديد في العراق على مدينة الصدر يكشف أن مستوى تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال موجوداً في البلاد، موضحاً أن قيادة المجموعة لاتزال بمثابة العمود الفقري للمنظمة.
إن القيادة المركزية للولايات المتحدة الأمريكية تعلن لأشهر علناً أن تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق يعيد تنظيم نفسه ويفكر في التخطيط الواسع لأنشطته، موضحاً أنه غداة هزيمته في بعد الدولة الخاص الذي اكتسب بين عامي 2014 و 2016 أنشأ التنظيم الذي أسسه أبو بكر البغدادي فروعًا في أجزاء مختلفة من العالم بقيت على قيد الحياة مع وفاة زعيمه.
ورجح موقع “ديكود 39” التابع لمجلة “فورميكي” الإيطالية أن يرتكز اهتمام خليفة البغدادي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي على منطقة شمال وسط إفريقيا حيث لمؤيدي البغدادي مساحة أكبر للتمدد، موضحا أنه لا تزال منطقة الشرق الأوسط مع ذلك مركزية لمصالح الخلافة التي لم تعد موجودة.
وذكر الموقع أنه قبل أيام عاد تنظيم الدولة الإسلامية ليتبني هجوم على بغداد في ظرف لم يكن معتادا منذ فترة، فيما أصيب “مرتدون” العاصمة، أي الشيعة في انفجار وسط سوق الوحيلات بمدينة الصدر، وقُتل خمسة وثلاثون شخصًا خلال التسوق في عيد الأضحى.
وأوضح أن الهجوم، كالسنوات الماضية، كان له غرض دعائي خالص، حيث يبعث برسالة إلى الشباب السنة يخلط فيها اقتراح الجهاد بمشاعر الاستياء تجاه السلطة.
وفيما تتواصل الهجمات في مناطق أخرى من البلاد، لم يكن هناك إلا هجومين آخرين في بغداد هذا العام: الأول في أبريل في مدينة الصدر، والاخر في يناير في السوق المزدحمة بساحة الطيران في وسط بغداد.
وذكر الموقع أن أحدى المشكلات تكمن فيما إذا كانت هذه الأعمال تبدأ في التحرك في منافسة مع الميليشيات الشيعية التي توجهه جهادها ضد القوات العسكرية الغربية (الأمريكية). وأوضح أن المنافسة ستكون دراماتيكية للعراق حيث هدفها كسب إجماع الشباب الأصغر سنا، ما أسفر عن الاعتماد على نوع من التطرف أمام الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها البلاد.
ويأتي هذا فيما تقاتل الميليشيات، المترابطة بقدرات ودرجات عدة من العلاقات، مع الحرس الثوري الإيراني، تنظيم “داعش”.
وتطرق الموقع إلى قوات الأمن التابعة لحكومة مصطفى الكاظمي، وهي مجبرة على تبني خط متشدد مع الإرهابيين السنة وخط صارم مع الميليشيات الشيعية المرتبطة بفاعلين سياسيين وتتحرك تحت إدارة الإيرانيين.
وقال الموقع إنه إلى جانب القوات النظامية هناك جنود غربيون يعرضون تدريبات لوحدات بغداد فيما سيكون هناك زيادة في أنشطة حلف الناتو مقارنة بتقليص كبير لحجم الأمريكية فقط.
وأشار الموقع إلى أن إيطاليا ستقود أنشطة حلف الناتو هذه في عام 2022، عندما ينبغي أن تتولى وحدة التحالف بشكل أساسي زمام مكافحة الإرهاب وأن تحل رويداً رويداً محل ما يقوم به التحالف الدولي بقيادة أمريكا منذ عام 2014 من التدريب وتقديم المشورة للقوات المسلحة والأمنية العراقية. فيما سيكون للأخيرة مهمة تعقب السلسلة المركزية للتنظيم، في مناطق مختلفة من البلاد.
كانت مجلة “فورميكي” الإيطالية قالت إن روما ستلعب دورًا مركزيًا أكثر في العراق حيث هناك صراع بين الولايات المتحدة وإيران من خلال المليشيات الشيعية، بالإضافة إلى الخلايا السرية الزاحفة الخطيرة لتنظيم داعش.
واعتبر مصدر عسكري أمريكي أن السياق على الأرض في العراق وسوريا أصبح “تحديًا كبيرًا”، في تحدي كبير تعد إيطاليا هي جزء منه أيضاً، حيث على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط الموسع هناك جزء من مصالحها الوطنية ومهامها العسكرية في الخارج.
واعتبرت أن الجيش الإيطالي سيتولي خلال بضعة أشهر السيطرة على مهمة حلف الناتو لمكافحة الإرهاب في العراق ومقرها بغداد فيما تبدي الميليشيات الشيعية العراقية اهتمامها بالحفاظ على مستوى ثابت ومستمر من الاشتباك المسلح ضد القوات الغربية (لاسيما الأمريكية).
واعتبرت أن وجود الجيش من إيطاليا أو الولايات المتحدة أو دول غربية أخرى هي شرعية من خلال اتفاقيات مع الحكومة العراقية، فيما تعتبره الميليشيات الشيعية قوات احتلال.
ونقلت المجلة عن وزير الدفاع الإيطالي لورنزو جويريني القول إن نقل الأصول الإيطالية من التحالف المناهض لتنظيم داعش إلى بعثة الناتو سيبدأ قريبًا، ومن ثم تفضيل أنشطة التدريب وبناء القدرات الخاصة بمهمة الناتو.
وأوضح جويريني أن العراق بالنسبه لإيطاليا يعد “دولة ذات أولوية إستراتيجية عالية” كما أنه كذلك من حيث التوازنات الإقليمية وحماية المصالح الوطنية.