الامام يحيى بالافيتشيني، رئيس المؤسسة الإسلامية الإيطالية "كوريس"، يهني المسلمين في إيطاليا وحول العالم بعام إسلامي جديد، فيما توجه بأفكاره إلى من في أفغانستان البلد الذي ترهقه الحرب و ضحية مدرسة من "الطلاب" الجاهلين، حركة طالبان، حيث يواصلون إهانة القرآن.
وقال بالافيتشيني إنه في الأسبوع الثاني من أغسطس يبدأ العام الجديد للتقويم الإسلامي لعام 1443، موضحاً أن المسلمون يتذكرون في اليوم الأول من العام وصول النبي محمد إلى قرية هي المدينة المنورة، عاصمة الجالية المسلمة في ذلك الوقت.
وأضاف أن الأمر يتعلق بنموذج الاتفاق الأول لحماية حقوق الحرية الدينية بين مجتمعات المؤمنين بالله، مشيراً إلى أن علماء الدين المسلمون يفسرون بداية العام الإسلامي كانتقال من عصر الجهل إلى عصر الاعتراف والشهادة في الدين والتحول من فسخ الروابط القبلية إلى تحقيق الأخوة وتحالف مبني على أساس ممارسة الفضائل.
وذكر أنه في القرون الأخيرة في بعض مناطق العالم ساد التراجع والتفسير المتعجرف للعقيدة الدينية الإسلامية مع الاختراقات السياسية والقومية والأصولية والأخلاقية وشبه القانونية وضد التقاليد والروحانية.
ورجح أن ضجيج هذا الفساد في العقيدة الذي يؤثر على السياسة من خلال السلطة المطلقة يعيد بعض الأشخاص إلى تراجع ثقافي مماثل لتلك القبلية والجهل بالعلوم المقدسة التي حررها الإسلام منذ 14 قرنًا مما يجعل بعض الأفراد غير أذكياء ولديهم حساسية في الإيمان الحقيقي.
واعتبر أنه إذا كانت الإبادة الجماعية للأويغور في الصين أو بربرية الاضطهاد في ميانمار ترى المسلمين من بين ضحايا إساءة استخدام السلطة أو الحرب الأهلية ففي أفغانستان هناك مفارقة مأساوية، حيث مدرسة من الجهلة تدعي قيادة البلاد بالعدالة والقبلية بالكراهية والعنف بين الأشقاء، وفقاً لموقع “ديكود 39” التابع لمجلة “فورميكي” الإيطالية.
ورأى أنها مدرسة من الطلاب (معنى طالبان) تسيء استخدام الصيغ القرآنية معتقدين أنها صرخة حرب من أجل طرد الخوف أو تخويف الخصم.
وأكد أنه من المؤلم وجوب استحضار أساتذة حفظ الوحي الإسلامي الزائفين للدرس الأصيل بأن القرآن قراءة لدعوات المعرفة الروحية والسلام الداخلي وليس اقتراحًا أو شعارًا أيديولوجيًا.
وشدد على ضرورة منع هذا التعصب وتذكره عبر التوصل لأسباب لتدمير تماثيل بوذا “المستيقظ والمستنير” في وادي باميان في وسط أفغانستان.
وأوضح أنه بدلاً من احترام الرموز المقدسة لكل الطوائف فإن التأمل في السر والجمال في الاختلافات لطريقة العبادة وتأمل طرق الرحيم التي تقود المؤمنين إلى النور والتحرر، تضع النزعة الإقصائية العمياء والشكلية هوية ضد الأخرى مع افتراض محو آثار الجذور الروحية والثقافية التي ألهمت المواطنين والمسافرين لآلاف السنين من التاريخ والفن المقدس في وسط شرق آسيا.
وتطرق إلى توليد القوى الأجنبية التي تحركها مصالح “جيوسياسية” تحت راية الإلحاد أو الرأسمالية قبل ثلاثين عام الأسوأ مع تزويد جيل من الأفغان بالذخيرة لغسل عقولهم وتشكيل مجموعة من المحاربين “المجاهدين” غير قادرين على معرفة ليس فقط الجميل والمقدس ولكن أيضًا الخير.
ولفت إلى أنه بعد ما يزيد بقليل عن ألف عام في هرات وُلد ودرس معلم مستنير للتقاليد الإسلامية هو الشيخ عبد الله الأنصاري الهروي. وأحد أعماله هي منازل السائرين.
وعبر عن الأمل في أن يستطيع إرث المعلمين الحقيقيين والمسؤولية الشجاعة للطلاب والمواطنين الآخرين هزيمة قوى الدمار والفوضى. فيما تمني عام إسلامي جديد سعيد للمسلمين في إيطاليا وبقية العالم.