التحالف بين مصر والأردن والعراق عامل يعزز الدور الجيوسياسي للدول الثلاث في المنطقة. فيما تحاول بغداد استخدامه كهيكل لمؤتمر دولي كبير تنظمه في نهاية أغسطس بهدف آخر هو إنقاذ سوريا ولبنان..
وقال موقع “ديكود 39” التابع لمجلة “فورميكي” الإيطالية إن العراق يحاول استخدام التفاهم مع مصر والأردن كمضاعف لطموحاته الدبلوماسية، فيما يعتزم العراقيون استضافة مؤتمر بنهاية الشهر من أجل الحديث عن المسائل المطروحة في المنطقة من خلال حضور شخصيات مثل الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أو الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وأضاف الموقع أن هدف بغداد يكمن في بناء صورة صلبة وموثوقة حول البلاد كوسيط وفاعل محاور على جميع الجبهات بهدف جذب الاستثمار لإعادة الإعمار، بالإضافة لاكتساب المكانة كمحاور داخل المنطقة.
وتحدث الموقع عن أهداف مماثلة تتعلق بالاتفاقية الثلاثية مع عمان والقاهرة، حيث تمضي الدول الثلاث قدما في عقد اتفاقيات ثلاثية الأطراف بشأن الأمن و التعاون الاقتصادي.
والتوجه يأتي غداة الإعلان المشترك الصادر بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني إلى بغداد.
وكتب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة: “استقبلنا الإخوة، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجلالة الملك عبدالله الثاني، وعلاقاتنا الراسخة في التاريخ مُنطلق لمستقبل واعد لشعوبنا وشبابنا، رسالة بليغة وسط تحديات إقليمية جسيمة”. فيما استبق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي القمة بتغريدة كتب فيها، أن القمة الثلاثية تؤسس لـ”مستقبل يليق بشعوبنا”.
والشرق الأوسط منطقة مضطربة في حالة اختلال دائم فيما يجري البحث عن إطلاق آليات الاستقرار، وقال الموقع إن هذا هو تأثير الرئيس الأمريكي جو بايدن أي المدخلات التي قدمها حيث طلب من الحلفاء الإقليميين تجنب الصدامات والتوتر وتشجيع ديناميكيات الحوار والتعاون.
ويسير العراق على هذا الاتجاه كمصر التي فيما تقوم بإرسال طائرات مكافحة الحرائق إلى اليونان وتعمل كمحاور في مختلف الشؤون الإقليمية يبحث الأردن أيضًا عن مساحات دبلوماسية لا تخلو من المصالح المباشرة.
ومن بين المسائل التي يناقشها الثلاثة الدفع لتسهيل الشراكة الاقتصادية-التجارية حيث هناك المعاناة من آثار الوباء والكل يحتاج إلى المساعدة، فضلاً عن أفكار لما بعد الحرب في سوريا و ليبيا واليمن وحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتبادل المعلومات والإجراءات بشأن قضية الأمن.
ويأتي هذا فيما تخضع كل من مصر والعراق والأردن لديناميكيات مرتبطة بالتطرف الإسلامي كما يتعاونون في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
من جهته، يسعى العراق للحصول على الدعم بين الشركاء الإقليميين الرئيسيين للولايات المتحدة لدفع أهدافه. و جدير بالذكر أن مصر والأردن كانتا أول دولتين أقامتا علاقات مع العراق الجديد بعد الغزو الأمريكي عام 2003، فيما تعاني بغداد من الداخل من نفوذ قوي للميليشيات الشيعية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.
وكانت العراق قامت بدور الوسيط بين السعودية وإيران، وفي وقت سابق بين إيران والولايات المتحدة والآن بفضل تحالفها مع عمان والقاهرة تحاول الاستفادة من هذه الأنشطة عبر المؤتمر الإقليمي.
من جانبه، يعرف نيل كويليام، الباحث الزميل في معهد تشاتام هاوس، الكتلة الثلاثة، برفقاء المنطقة غريبي الأطوار، فيما يعرّف الزعماء الثلاثة أنفسهم بالشام الجديد. و لدى إيطاليا مصالح مباشرة حيث في غضون أشهر قليلة ستقود وحدة حلف الناتو في العراق كما تتمتع بعلاقات جيدة مع القاهرة وعمان.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية خصصن بيانًا للتأكيد على أهمية (ودعم) المبادرة الثلاثية الأطراف، فيما يمكن لمشروع “المشرق الجديد” أن يصبح وسيلة لنشر إعادة الإعمار اللازمة في سوريا ومساعدة لبنان.