Home » محللون إيطاليون يسلطون الضوء على سيناريوهات الوضع في أفغانستان
دفاع

محللون إيطاليون يسلطون الضوء على سيناريوهات الوضع في أفغانستان

اعتبر المحلل السياسي الإيطالي ليوناردو بيلودي أن الكثيرون اعتقدوا أنه بعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان ستقترب حركة طالبان من كابول في غضون 20 أسبوعًا فيما استغرق الأمر 20 يومًا فقط.
وأضاف بيلودي: “من المؤلم الاعتقاد أن الآلاف من جنود التحالف الدولي الذين قتلوا أو جرحوا في القتال قد ضحوا بأرواحهم دون جدوى”، مشيراً أيضا إلى مئات المليارات من الدولارات التي أنفقت على تدريب الجيش المحلي وقوات الشرطة وإعادة بناء البلاد، موضحا أن الولايات المتحدة وحدها أنفقت 88 مليار دولار لتدريب وتعبئة الجيش الأفغاني.
وتساءل بيلودي عما يمكن القيام به، فيما تحدث عن استبعاد كل أولئك الذين عملوا مع الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا ومع دول التحالف الدولي الأخرى. وأضاف: “لا وقت لإصدار التأشيرات وللإجراءات البيروقراطية، و ان كانت عاجلة. الأمر مسألة ساعات”.
وذكر بيلودي أن أفغانستان اليوم بلد مختلف عما كان عليه قبل عشرين عامًا، حيث تحسنت نوعية الحياة وارتفع معدل معرفة القراءة والكتابة فيما تعمل الكثير من المستشفيات بشكل مقبول، وفقا لموقع “ديكود 39” التابع لمجلة “فورميكي” الإيطالية.
ولفت إلى أن استعداد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لاتخاذ عقوبات دولية شديدة ضد طالبان يعد سلاح فظ جدًا مرجعا السبب أن طالبان لا تخشى العزلة الدولية، و أنهم ليسوا وحدهم حقًا حيث تنظر روسيا وتركيا إلى البلاد والمنطقة ببعض الاهتمام.
من جهته، اعتبر الخبير العسكري الإيطالي كارلو جين، أن سياسة طهران تجاه طالبان بعد الهجوم الأمريكي كانت غامضة لكنها عملية للغاية، فيما أصبح هذا الغموض الآن مفيد.
وأضاف أن إيران كانت تربطها روابط تاريخية وعرقية ودينية مع أفغانستان، موضحا أن العديد من الأفغان، من 15 إلى 29 مليون، على وجه الخصوص الهزارة المتواجدون بشكل رئيسي في المنطقة الحدودية مع إيران (هرات) هم من الشيعة ويتحدثون باللهجة الفارسية ويحتفلون بالسنة الفارسية الجديدة “نوروز”.
وأشار إلى تغير الوضع بشكل جذري، اليوم، فيما استبعدت طهران احتمال تدخلها ضد طالبان. بينما كانت روسيا تحاول حماية آسيا الوسطى من عدوى الجهاديين، أما الهند فهي بعيدة وأضعف من أن تتدخل، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن جانب مهم من العلاقات بين إيران وأفغانستان يتعلق بالهجرة، فملايين الأفغان يريدون مغادرة البلاد هربا من طالبان، وهذه الظاهرة ليست جديدة، موضحا أنه يؤثر على جميع الدول المجاورة وبدأت مع الغزو السوفيتي عام 1979.
فيما قال الدبلوماسي الإيطالي السابق ستيفانو ستيفانيني إن نتيجة عودة طالبان إلى أفغانستان هي فراغ القوة الأمريكية والغربية، مشدداً على أن اللعبة الكبيرة مستمرة والشعب الأفغاني يدفع الثمن.
وأضاف المستشار الدبلوماسي السابق للرئيس جورجو نابوليتانو والممثل الدائم لإيطاليا في الناتو، أن المشكلة الفورية هي الهجرة، موضحاً أن القمع في طريقه للشعب الأفغاني لاسيما الإناث والأقليات غير بشتونية بدءًا من الهزارة الشيعة.
ووضع ثلاثة اعتبارات حول أفغانستان: الوطنية والإقليمية والدولية، موضحا أن طالبان عام 2021 يبدو أنها تمتلك قاعدة إقليمية أوسع بكثير.
وأوضح أن باكستان، من أجل التوازن الداخلي، جعلت عينها على حركة طالبان ولكن على حساب التواطؤ الحدودي وموجة من اللاجئين والمضايقات الجديدة مع دلهي.

اشترك في النشرة الإخبارية