خلال عمليات الإجلاء الصعبة للمواطنين والمتعاونين من أفغانستان جرى تأكيد العلاقه الوثيقة بين إيطاليا والولايات المتحدة بالتعاون بين القوات المسلحة المعنية لضمان سلامة تدفق الأشخاص القادمين من كابول...
قال وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني خلال اتصال هاتفي أمس الأول بنظيره الأمريكي لويد أوستن إن صلابة العلاقة بين إيطاليا والولايات المتحدة تجلت أيضًا في الأزمة الدراماتيكية في العاصمة الأفغانية كابول.
وأضاف أنه بفضل التعاون الوثيق بين القوات المسلحة “نقوم جنبًا إلى جنب مع البعثات الدبلوماسية المعنية بجهود كبيرة لمساعدة المواطنين والأفغان الذين عملوا مع مؤسساتنا ومنظماتنا”، وفقاً لموقع “ديكود 39” التابع لمجلة “فورميكي” الإيطالية.
وجرى خلال الاتصال تبادل الأفكار والمعلومات لضمان سلامة وفعالية تدفق الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من كابول في هذه الساعات.
من جانبه، توجه وزيرة الدفاع الأمريكي، خلال الاتصال، بالشكر إلى وزارة الدفاع الإيطالية على العمل الثمين الذي يقوم به الموظفين الإيطالييين مع الجانب الأمريكي.
هذا ويستند التعاون بين روما وواشنطن أيضًا على منح استخدام القواعد الموجودة في إيطاليا للقوات المسلحة الأمريكية والتي أصبحت محطة إستراتيجية ضرورية حتى تمضي عملية الإخلاء في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بشكل إيجابي.
كما توجه جويريني بالشكر لنظيره الأمريكي على الأمن الذي قدمته القوات الأمريكية في مطار كابول والذي بدونه كان من الصعب المضي قدماً في عمليات الإجلاء في سياق غير مستقر مثل السياق الأفغاني مؤخراً.
ووفقا لنشرة وزارة الدفاع الإيطالية، أمس الأول، ارتفع عدد الأفغان الذين تم إنقاذهم من عملية أكويلا أومنيا، المخصصة للإجلاء من الدولة الآسيوية إلى أكثر من ألفين. كما وصل نحو 650 لاجئًا من أفغانستان أمس إلى القاعدة الجوية البحرية في سيجونيلا كجزء من مهمة الإجلاء الأمريكية “ملجأ الحلفاء”.
وتحدث أندريا جيلي، الباحث في كلية دفاع الناتو، و ماورو جيلي، كبير الباحثين في مركز الدراسات الأمنية، البوليتكنيك في زيورخ، عن الانسحاب من أفغانستان الذي على الرغم من كونه معقد فهو ليس
هزيمة للولايات المتحدة ولا للتحالف، حيث أنهما أقل اهتمامًا من الناحية السياسية بدولة لم تعد استراتيجية.
واعتبرا أنها ليست نهاية الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو الغرب، كما قال البعض، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة وحلفاء الناتو يغادرون أفغانستان ليس بسبب هزيمتهم عسكريًا ولكن لأنهم أقل اهتمامًا سياسيًا بالبلد، حيث أقل أهمية مقارنة بالتحديات الأخرى (كالوباء وتغير المناخ والصين).
وقالا إن الانسحاب من أفغانستان جاء نتيجة لعملية معاكسة، حيث لم تعد الدولة استراتيجية، كما ليس من الواضح إلى أي مدى تقوض صور مطار كابول مصداقية الولايات المتحدة أو الناتو. وذكرا أن الصين وروسيا وإيران خرجوا من المشهد بمميزات لكنها أقل بكثير مما يتصور البعض.
وتطرقا إلى جانب مركزي يتعلق بخطر اندلاع حرب أهلية أو تقسيم البلاد على اعتبارات عرقية سياسية، وأوضحا أن هناك نوعان من الضغوط المتضاربة، من ناحية تحتاج حركة طالبان إلى تشكيل حكومة شاملة للحصول على اعتراف دولي وهي خطوة أساسية في الوصول إلى أموال الدولة المجمدة في الخارج والمساعدات والتمويل الدولي. ومن ناحية أخرى، تحتاج الحكومة الشاملة التعاون والثقة بين عدة أطراف لكن هذا غير متاح لأن الأفغان يحاولون الهروب من البلاد.