إيطاليا تعمل على رفع مستوى الأزمة الأفغانية بمناسبة الحوار واسع النطاق الذي سيعقد في إطار مجموعة العشرين. فيما تعد زيارة وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إلى آسيا الوسطى وقطر مفيدة للبقاء على تواصل مع الدول الأكثر تضررًا مما يحدث في كابول...
وتشير زيارة دي مايو إلى أوزبكستان وطاجيكستان وقطر وباكستان إلى اهتمام إيطاليا بالتعامل مع المسألة الأفغانية على المستوى العالمي. وقال موقع “ديكود 39” الإيطالي إنها مصلحة تتزامن مع الرغبة في تنظيم اجتماع لمجموعة العشرين تترأسه روما هذا العام حيث سعى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي للحصول على دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اجتماع مرسيليا.
وتكتسب زيارة دي مايو اتجاه مزدوج، حيث سيجري محادثات في الدوحة مع قناة الاتصال المفضلة لحركة طالبان، مع اختيار الجماعة الأفغانية الدوحة لتكون مركزًا لدبلوماسيتها وفتحت مكتبا تمثيليا دوليا هناك في عام 2013.
أما في بلدان آسيا الوسطى الثلاث فيجد فاعلاً مؤثراً للغاية في ديناميكيات طالبان مثل إسلام أباد بينما في طشقند ودوشانبي سيرى حكومتين تبحثان عن الطمأنينة مع خشية انتشار ما حدث في كابول في أراضيهم من حيث عدم الاستقرار وانعدام الأمن.
يأتي هذا فيما ستكون أوزبكستان وطاجيكستان (مثل باكستان) من البلدان المتأثرة بتدفقات الهجرة الخارجية المحتملة من أفغانستان، مع إمكانية المعاناة من الآثار على الجماعات المسلحة والمرتدين بدرجات مختلفة.
واعتبر الموقع أن الوقت حان لإقامة علاقات مع هذا المركز العصبي لأن باكستان وقطر تستضيفان سفارات غربية تعمل في أفغانستان وهذا الشرط لا يدوم بالطبع على المدى القصير، فيما أبقت الصين وروسيا المكاتب مفتوحه في كابول.
وأضاف الموقع أن الوجود في آسيا الوسطى يعد ضرورة لها طابع تكتيكي ليس فقط لإيطاليا ولكن أيضًا للاتحاد الأوروبي، فيما سيطلب من الدول المجاورة أن تكون نشطة بشأن الترحيب باللاجئين و إدارة المسألة الأمنية في مواجهة الخطر الكبير جداً في أن تصبح أفغانستان فرصة لانتشار الأنشطة الإرهابية في العالم.
وأشار الموقع إلى أن المنطقة في مرحلة تنمية متعثرة مرتبطة أيضًا باستثمارات مختلفة كخطوط أنابيب الغاز التركمانية ومبادرة الحزام والطريق الصينية، هذا فيما يشجع هذا التطور على الاتصال.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة بالفعل أنها ستساعد طاجيكستان في بناء منشآت جديدة لمراقبة الحدود، ما يمثل حاجة لإدارة وصول ومغادرة العناصر الجهادية المحتملة.
ورجح الموقع أن يؤثر شيء مشابه على دول آسيا الوسطى الأخرى، أيضًا عبر الاستثمارات الاقتصادية الموجهة لواشنطن من الناحية الأمنية ولكن أيضًا من الناحية الجيوسياسية، موضحاً أن هذا هو ما تفعله روسيا حيث نظمت تدريبات عسكرية مع طاجيكستان وأوزبكستان تحديدا.