روفينيتي يكشف أن إطلاق سراح نجل الزعيم الليبي الراحل جاء نتيجة اتفاق سياسي مكتوب بالفعل وهو جزء من مسار المصالحة وعملية الاستقرار الجارية في ليبيا..
اعتبر المحلل السياسي الإيطالي والمستشار الاستراتيجي دانييلي روفينيتي أنه كان هناك بالفعل اتفاق لإرضاء عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، في الوقت الذي قرر فيه منتدى الحوار السياسي الليبي تعيين رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي.
وقال روفينيتي، في تحليل نشره موقع “ديكود 39” التابع لمجلة “فورميكي” الإيطالية، إن الصفقة كانت بسيطة تتمثل في إطلاق سراح الساعدي القذافي، نجل الزعيم السابق معمر القذافي، المحتجز في سجن بالعاصمة الليبية طرابلس منذ 2014.
واعتبر أن الدبيبة لا يمكنه إلا أن يجعل القرار قابلاً للتنفيذ. وأكد مصدر من مكتب النائب العام الليبي قرار الإفراج عن الساعدي، مشيرا إلى أنه جاء تنفيذا لتوصية سابقة من النائب العام.
وكان الساعدي محتجزًا في الحبس الانفرادي دون أي فرصة لرؤية أي شخص وحتى محاميه. فيما سلمته السلطات في النيجر في 6 مارس 2014، واعتقل للاشتباه في مشاركته بحملة قمع القوات الثورية عام 2011.
يأتي هذا فيما جرى إطلاق سراح بعض المتعاونين مع الرئيس الليبي السابق، ولهذا السبب فإن الديناميكيات ليست مفاجئة، بحسب روفينيتي.
وأوضح أن كل هذا جاء نتيجة اتفاق أوكل إلى مكتب وزيرة العدل الليبية حليمة عبد الرحمن، التي تم تعيينها خصوصاً حتى تكون بمثابة الضامن لبعض الإجراءات.
وأشار إلى أن رجال القذافي، وصلوا لتحقيق مصلحتهم، مقابل دعم الحكومة الحالية التي تتولى قيادة البلاد لانتخابات 24 ديسمبر.
واعتبر أن الاتفاق ساعدهم على الاندماج في اللعبة السياسية. فيما نقل الساعدي بمجرد الإفراج عنه إلى تركيا بصحبة نائب وزير العدل شخصياً، في تحرك يشاركه رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي مع دوائر السلطة في مصراتة.
وأكد أن العملية تم تفعيلها في إطار المنظور العام للمصالحة الليبية الداخلية، كما أنها جهد في اتجاه صنع السلام مع الماضي، يكتسب فيها دعم أهالي مصراتة للإفراج عن نجل القذافي قيمة إضافية، في علامة على استمرار الحوار النشط ما يعطي الأمل في المستقبل.