الضباب يمنع الهبوط الآمن لايرباص تابعة لشركة الطيران الوطنية الإيرانية، يوم الإثنين، ثم اتجهت بعد ذلك نحو إيطاليا، فيما هناك علامات استفهام حول صلة العقوبات الأمريكية بالأمر....
وأقلعت طائرة إيرباص A330 تشغلها شركة الطيران الوطنية الإيرانية إيران للطيران الاثنين من مطار طهران الدولي بعد 4 دقائق من الساعة 4 صباحًا (بالتوقيت المحلي) مع وجهة هامبورغ بألمانيا، ورمز الرحلة IR723. فيما بدأ الاقتراب من مدرج المطار الألماني في السادسة والنصف.
ولكن الضباب الكثيف لا يضمن الرؤية أعلى من 150 مترًا، مع استحالة الهبوط بطريقة آمنه في هذه الظروف. وبعد الانتظار جنوب لوبيك في ألمانيا على ارتفاع 10000 قدم تقريبًا ارتفعت الطائرة إلى 30 ألف قدم وانحرفت جنوبًا لتهبط في مطار ميلانو مالبينسا.
وبعد ثلاث ساعات على الأرض انطلقت من جديد واتجت شمالًا إلى الوجهة. فيما طرحت تساؤلات حول اختيار الطائرة المطار الإيطالي وهل كانت الرؤية ضعيفة في كل المطارات الألمانية.
وبحسب موقع سيمبل فلاينج المتخصص، فإن الأمر يتعلق جزئياً بالجانب الآخر من المحيط الأطلسي، فالضباب له علاقة لكن ليس لأنه كان منتشرًا في جميع أنحاء ألمانيا.
وتسبب الانتظار جنوب لوبيك في أن تستهلك الرحلة IR723 الكثير من الوقود لذا كان من المستحيل العودة إلى طهران بخزان ممتلئ.
وإيران للطيران ليس بمقدورها تلقي الإمدادات في أي مطار بألمانيا بعد أن توقفت العديد من الشركات الغربية عن بيع الوقود إلى شركة الطيران للامتثال للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وشركة الطيران الوطنية.
وبسبب ذلك تنطلق طائرات إيران للطيران من طهران باتجاه أوروبا بالوقود الكافي لتشغيل رحلة العودة أيضًا، لكن ضباب ذلك اليوم عطل الخطط، الأمر الذي دفع طياري الرحلة IR723 للتوجه إلى مالبينسا.
بدوره، قام موقع “ديكود 39” الإيطالي بالاتصال بالمكاتب الإيطالية لشركة إيران للطيران لتقديم الأسئلة حول التزود بالوقود في مالبينسا. ولم يقدم موظف في شركة الطيران الوطنية الإيرانية تفاصيل، مقترحاً الاستفسار من المطار الإيطالي.
ومنذ أن فُرضت العقوبات على إعادة تزويد الطائرات بالوقود لأول مرة في عام 2011، تحدثت طهران دائماً عن إجراءات “غير إنسانية” تعرض سلامة المدنيين للخطر. وقال رامين مهمانبرست، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن “عدم تزويد طائرة ركاب بالوقود ينتهك المعايير الدولية”.
كانت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما مستهدفه الخطوط الجوية الإيرانية منذ عام 2009، لكن بعد توقيع الاتفاق النووي أعطى أوباما الضوء الأخضر لوزير خارجيته جون كيري لرفع العقوبات المفروضة على الطيران المدني الإيراني.
وفي أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو 2018 وفقاً لقرار الرئيس السابق دونالد ترامب أعادت وزارة الخزانة العقوبات، فيما جرى إلغاء جميع تراخيص البيع الممنوحة بالفعل لمنتجي طائرات بيونج وايرباص. ووردت طهران باتهام واشنطن بتعريض سلامة الركاب للخطر بعدم ضمان قطع الغيار اللازمة وتحديث الأساطيل الإيرانية.
يأتي هذا فيما يزوى مبعوث واشنطن الخاص لإيران روبرت مالي موسكو وباريس هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع مسؤولين روس وأوروبيين بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وكان مالي قال في وقت سابق إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن “لا يمكنها الانتظار إلى الأبد” حتى تقرر إيران استئناف المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.
والمفاوضات حول البرنامج النووي بين إيران والولايات المتحدة والحلفاء الغربيين متوقفة في الوقت الحالي، وذلك حتى بعد تنصيب الرئيس الإيراني الجديد المحافظ إبراهيم رئيسي.