جميع الخبراء اعتبروا أن تزايد خطر الإرهاب في الغرب نتيجة للسلطة الأفغانية الجديدة، لكن الخطر أقرب لإيطاليا بالفعل، فيما يمكن القول إن الجماعات الجهادية الموجودة في إفريقيا قالت لحركة طالبان: أحسنتم، لكننا أكثر سوءا...
وقالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هينز إن التهديد الإرهابي الأكبر للولايات المتحدة لا يأتي من أفغانستان بل من اليمن وسوريا والعراق والصومال: تنظيم القاعدة وداعش و حركة الشباب هم الخطر الحقيقي.
وعادت ظاهرة الجهادية لتتصدر العناوين الرئيسية غداة استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان. وكشف أدولفو أورسو، رئيس اللجنة البرلمانية لأمن إيطاليا (كوباسير) عن وجود 18 جماعة إرهابية، فيما تطرق جميع الخبراء للخطر المتزايد للإرهاب في الغرب كنتيجة للقوة الأفغانية الجديدة لكن الخطر أقرب لروما بالفعل. فيما يمكن القول إن الجماعات الجهادية الموجودة في إفريقيا قالت لطالبان: أحسنتم لكننا أسوأ، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وذكرت تحليل أجراه مركز صوفان أن جماعة نصرة الإسلام والمسلم تقاتل ضد الفرنسيين في الساحل منذ عام 2012 وأن حركة الشباب التابعة للقاعدة موجودة في الصومال منذ عام 2007 مع بعثة الاتحاد الأفريقي والجيش الصومالي.
وتعد منطقة الساحل منطقة إستراتيجية لأمن البحر الأبيض المتوسط وأوروبا وهي موضع قلق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يضغط على جيوش دول تلك المنطقة لتكثيف الحرب على الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.
وذكر الموقع الإيطالي أن التردد السياسي يخاطر بإضاعة الوقت وزيادة المخاطر لأن الاتحاد الأوروبي حتى الآن لم يكن لديه الشجاعة لاتخاذ قرار حول كيفية التدخل في هذه المنطقة وكيفية مساعدة تلك البلدان، سواء بسبب خطر الإرهاب وتدفقات الهجرة، بينما تتوسع الأراضي الخاضعة لسيطرة الجهاديين.
وأشار الموقع إلى التزامات إيطاليا بين البعثات الوطنية و التابعة للأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرقة العمل تاكوبا في إطار القوة متعددة الجنسيات تحت قيادة فرنسا ووحدات القوات الخاصة لتدريب ومساعدة قوات مالي.
وبحسب تقديرات مصادر مختلفة، تصاعد تنظيم القاعدة كثيرًا بعد أحداث 11 سبتمبر ليشمل اليوم 30 ألفًا أو 40 ألف عضو من مختلف الانتماءات من الساحل إلى جنوب آسيا.
وقال تقرير صادر عن مركز الدراسات الدولية في إيطاليا إن تنظيم القاعدة تمكن قبل ولادة تنظيم داعش وخلال المنافسة على التفوق الجهادي من “تحقيق التوازن ودمج الأهداف الدولية للتنظيم مع الأهداف المحلية للأنسجة الاجتماعية التي تم إدخالها بهدف تعزيز وتوسيع الإجماع”.
وقد أتت إستراتيجية التكيف هذه بثمارها مع السياقات المحلية على المدى الطويل، حيث نجح تنظيم القاعدة في الواقع في إعادة تشكيل شبكة عالمية تستمد قوتها من جذورها في المنطقة مع محاولة عدم السيطرة بشكل مباشر على مناطق كبيرة كما فعلت داعش مع إظهار نفسها في مناطق تكون فيها الدولة غائبة أو ضعيفة جدا. في شبكة تشمل مثلاً حركة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مالي وحركة الشباب في الصومال وأنصار الشريعة في اليمن.