روما لديها ألف سبب في عدم اتباع فرنسا في المواجهة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بتحالف أوكوس. الفرنسيون سيحاولون استغلال جبهات أخرى. أما دراغي (والصناعة الإيطالية) ليس لديهم ما يكسبونه من الحملة عبر جبال الألب.
واعتبر موقع “ديكود 39” الإيطالي أن اتباع فرنسا في الحملة ضد اتفاق أوكوس العسكري المناهض للصين بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ سيكون بمثابة ارتداد لإيطاليا.
وقال الموقع إن هناك روايتان من الأزمة وسط ضجة دبلوماسية دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى استدعاء السفراء في واشنطن وكانبيرا.
وأشار إلى أن الأول يتعلق بخيبة أمل فرنسا والاتحاد الأوروبي لغياب المشاورات الأمريكية مع الحلفاء الأوروبيين مثل الانسحاب من أفغانستان، وذلك لخيار سيكون له أثر استراتيجي كبير للغاية.
وأوضح أن الأمر الثاني يتعلق بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما لا علاقة لإيطاليا به ويرتبط بمباراة صناعية فرنسية خالصة.
وألغت استراليا صفقة بقيمة 65 مليار يورو كانت اتفقت عليها مع فرنسا في عام 2016 لشراء غواصات تعمل بالطاقة النووية، وذلك في أعقاب دخول استراليا تحالف “أوكوس” مع بريطانيا والولايات المتحدة قبل أيام، وسيتيح هذا التحالف لاستراليا إمكانية الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة.
وذكر الموقع أن الأمور سارت بطريقة مختلفة، موضحاً أنه إذا كانت التقديرات الأولية لباريس تتوقع مدخلات محلية بنسبة 90 في المئة و 2800 فرصة عمل، ففي عام 2020 تم تعديلها وخفضها لـ 60 في المائة، فيما بلغ صبر الجانب الأسترالي الحدود.
واعتبرت فرنسا أن أستراليا وجهت لها “طعنة في الظهر” وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذ قراراً مفاجئاً على طريقة الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك بعد إعلان تشكيل تحالف استراتيجي بين واشنطن وكانبيرا ولندن أدى إلى فسخ عقد لشراء أستراليا غواصات فرنسية.
وأشار الموقع إلى وجود فرص للمساومة ليس فقط خلال مجموعة العشرين والجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة، حيث في 29 سبتمبر سيتم افتتاح عمل مجلس التجارة والتكنولوجيا للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وليس أقل أهمية فهناك تعريف لاتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا.
وأوضح أنه ستفتح المشاورات قريبًا لإنشاء النواة الأولى للدفاع الأوروبي المشترك، متسائلا عما إذا كانت ستشارك الشركات الأمريكية وعددها وهل فتحت إيطاليا أبوابها بالفعل وفرنسا مترددة وتريد فرض شروط.
وأوضح أن الذين يعرفون الصناعة البحرية الإيطالية يدركون كيف يتجه ميزان الأعمال نحو واشنطن أكثر منه نحو جبال الألب، مع التفكير في الدور الرائد لشركة فينكانتييري الايطالية مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية في صناعة بناء السفن الأمريكية، ومع الفوز بالطلب الأخير قبل عام لبرنامج الفرقاطة السريع (اف اف جي اكس).
من جهتها، تسعى فرنسا لإضفاء الطابع الأوروبي على مسألة سياسية وصناعية التي أثارها أوكوس، والتي كانت دائمًا ثنائية.
فيما يجد رئيس الوزراء الايطالي ماريو دراغي نفسه عند مفترق طرق. مع الفراغ الدبلوماسي على خلفية رحيل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مع وجود خيارين سواء بالانحياز علنا مع فرنسا مع المخاطرة (الحقيقية)، في حين أن الفرنسيين يحصدون (بمفردهم) نتيجة المفاوضات، أو عرض الدعم على بايدن الذي هو ضروري أكثر من أي وقت مضى .