تحدث جيامبيرو ماسولو، رئيس معهد دراسات السياسة الدولية في إيطاليا و مدير مكتب أمن المعلومات السابق (المخابرات) عن معاهدة كويرينالي مع فرنسا وإيطاليا مشيراً إلى أن هناك درس يمكن تعلمه، فيما تعد ليبيا أصعب اختبار وربما من المتأخر علاجه..
وأعرب ماسولو عن القناعة بأن معاهدة كويرينالي الموقعة بين فرنسا وإيطاليا الجمعة تعد أخبار جيدة، حيث تخلق “غرفة تعويضات” فيما تجد التوترات بين روما وباريس مخرج، موضحاً أن العمل لإعطاء الحياة لمحرك جديد للتكامل الأوروبي لم ينته بعد، و إلى نص المقابلة مع موقع “ديكود 39” الإيطالي:
هل هذه اتفاقية بالتساوي؟
ديباجة.. الدول الأكبر لديها مسؤوليه القيادة في أوروبا المعطلة على خلفية مبدأ الإجماع والمهتمة بالجنوب بسبب التهديدات والفرص الواضحة. المحور الفرنسي الألماني دخل في أزمة خلال السنوات الأخيرة وهو الاتفاق التأسيسي للاتحاد الأوروبي منذ فترة ما بعد الحرب الثانية. القيادة لم تكن كافية.
ومن هنا جاءت المعاهدة الفرنسية الإيطالية. وتأتي المعاهدة في إطار مثلث مثالي. وكما توجد علاقة قوية بين فرنسا وألمانيا، هناك اليوم تفاهم بين فرنسا وإيطاليا في إطار شراكة استراتيجية.
هل تستطيع إزاحة الخلافات الكثيرة؟
الهدف لا يتمثل فقط في إزاحتها، ولكن إنشاء آلية تعاون مستقرة تساعد على حلها من وقت لآخر. فرنسا وألمانيا لا تتفقان دائمًا: المكون الألماني سائد في الاتفاقية الثنائية حول عدد من الجوانب.
يوجد الخطر نفسه مع معاهدة كويرينالي؟
يوجد اختلاف أقل بين فرنسا وإيطاليا. هناك بلا شك منافسة تقليدية قوية. مع روح معينة من المحاكاة مع وجود منتجات مماثلة في أسواقهما. ولكن هناك أيضًا نموذجان متعارضان من الحوكمة. في فرنسا مع مركزية صنع القرار و إدارة عامة منظمة وجادة. أما في إيطاليا اللامركزية مرنه مع إدارة بحاجه للتحفيز.
هل هناك دروس نتعلمها؟
النموذجان لهما مزايا وعيوب. من منظور الرأي العام الإيطالي يبدو أن النموذج الأكثر تنظيماً النموذج الفرنسي هو السائد. فيما جاءت الصورة النمطية إلى حد ما عن عمليات الاستحواذ القسري للريف الإيطالي للشركات الإيطالية التي تغير أصحابها.
التوترات مبالغ فيها؟
التوترات موجودة، كما هو الحال في جميع العلاقات الثنائية لذلك المعاهدات ضرورية: إنها تنشئ غرفة تعويض. المعاهدة هذه بشكل خاص تعد أخبار جيدة حيث تفضل الجزء الأقل تنظيماً التابع لنا مع آليات التعاون التي تساعدنا على تحقيق التوازن في العلاقات مع باريس.
فرنسا لديها بالفعل اتفاق مماثل مع ألمانيا، على إيطاليا القيام بالشيء نفسه؟
يمكن لاتفاقية إيطالية ألمانية أن تطلق أخيرًا تعاونًا منظمًا بين الدول الأوروبية الرئيسية الثلاثة. حل طبيعي يمكن لإيطاليا استغلاله.
يمكن لايطاليا مع فرنسا العمل على سياسة اقتصادية أوروبية أكثر شمولية، تركز على النمو وأقل ارتباطًا دوغماتيًا بمعايير العقيدة الصارمة المتعلقة بالميزانية. كما يمكن مع ألمانيا المساعده في موازنة الديناميكية الفرنسية التي ليست مناسبة دائمًا لكل أوروبا. هذا المثلث يمكن أن يساعد في بناء أوروبا قوية في غرب قوي لتعزيز العلاقة عبر الأطلسي و عدم الذهاب في نظام مبعثر تجاه قوى عالمية مثل الصين.
علينا الانتقال من الأقوال إلى الأفعال.. ليبيا اختبار مهم للتحقق من الاتفاقية الإيطالية الفرنسية. التوترات تتلاشى؟
كان من الأفضل التوقيع على المعاهدة قبل أشهر حين التقى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي و الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على وجه التحديد للحديث عن ليبيا. اليوم هو اتفاق بين دولتين خرجتا من الأزمة منهزمتين. لقد راهن الفرنسيون على حصان خطأ المشير خليفة حفتر، فيما لجأ الإيطاليون إلى مفاوضات متعددة الأطراف للأمم المتحدة. أخشى من أن الاتفاقية الجديدة ستحد فقط من الضرر.