أبو ظبي متغير مؤثر دائما في المعادلة الإستراتيجية لإيطاليا وعامة في التوازنات الإقليمية. تحليل بيترو بالديلي، مرشح الدكتوراه لدى قسم العلوم السياسية بجامعة بيروجيا الإيطالية والباحث في مركز الدراسات الجيوسياسية..
وقال إن زيارة وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الأخيرة للجناح الإيطالي في إكسبو 2020 يبدو أنها تشير إلى الرغبة في إعادة العلاقات مع الإمارات، معتبراً أنه تطور ينبغي تشجيعه حتى تتمكن إيطاليا من تحديث وضعها الإقليمي، وذلك أيضا في ضوء التطورات التي تغير وجه الشرق الأوسط.
وشهدت الديناميكيات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تطورات بشكل جذري في الأشهر الأخيرة، فيما مثل إطلاق رئاسة الرئيس الأمريكي جو بايدن صدمة دفعت حكومات المنطقة إلى إعادة هيكلة أجنداتها وإعادة خلط الأوراق ليس على المستوى الاستراتيجي ولكن في السلوك التكتيكي للمنافسة.
وأشار الموقع إلى عدة تفاهمات وهدنات كالحوار بين مصر وتركيا وبين الإمارات وتركيا وبين السعودية وإيران عبر العراق. فيما عادت قطر كمحاور مقبول من الأطراف الخليجية الأخرى بعد انتهاء الحصار المفروض عليها منذ عام 2017، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتأتي هذه الديناميكيات، بحسب التحليل، مع رغبة الولايات المتحدة الأمريكة في الانسحاب من الشرق الأوسط، فيما تعيد واشنطن توجيه التزامها الدولي تجاه المحيطين الهندي والهادئ من أجل التركيز على المنافسة مع الصين.
وأشار إلى أنه في المسارح الثانوية مثل الشرق الأوسط ستقتصر واشنطن على تثبيت الهيمنة الجوية والبحرية مع الفاعلين الإقليميين المدعوين لبناء توازن قوى وله اكتفاء ذاتي.
وقال إن التحول في المسار الاستراتيجي الأمريكي يسفر عن فتح حقبة جديدة في المنطقة تتسم بدورها بشراكات لم يكن من الممكن تصورها في الماضي ومعدل أكبر من التكامل المؤسسي.
فيما أعادت باريس ولندن منذ فترة تقييم أجندتيهما الأورو-متوسطية مع الاهتمام بملء الفراغ الذي تركه الأمريكيون. حيث عززت فرنسا تعاونها العسكري مع الإمارات وتحاول إحياء نفوذها في لبنان. فيما توجه بريطانيا أنظارها إلى شرق السويس لأول مرة منذ السبعينيات.
وقال المحلل إن روما مدعوة في الأشهر المقبلة لتعزيز وجودها في المنطقة، مع عدم قدرتها على التخلي تمامًا عن سياسة البندول عبر التحدث مع الجميع. كما ستكون إيطاليا مدعوة إلى تعميق العلاقات مع الكتلة العربية الإسرائيلية العامل في الحفاظ على الوضع الإقليمي الحالي.
واعتبر أن إعادة العلاقات بشكل كامل مع الإمارات بعد أشهر من التوتر يمكن أن تكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، كما جاء عبر زيارة دي مايو الأخيرة، فيما تمثل أبو ظبي متغير مؤثر للمعادلة الإستراتيجية لإيطاليا وعامة في التوازنات الإقليمية.
كما تلعب دور في استقرار سوق الطاقة، وهو عامل مهم في أوروبا التي تتجه نحو مسار التحول البيئي، ومن المفيد أيضا الإشارة إلى دور أبوظبي في تطبيع العلاقات مع إسرائيل مع ما يصاحب ذلك من تداعيات سياسية وجغرافية اقتصادية.