وجاء التحذير من كوباسير من أن إيطاليا اليوم “في وضع هش”. فيما حذرت اللجنة البرلمانية من أن أمن الطاقة القومي معرض لتهديدات خارجية، ومن اعتماد إيطاليا على الإمدادات من روسيا وسلاسل التوريد الصينية يقلق المخابرات، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وقال رئيس اللجنة أدولفو أورسو ونائب الرئيس فيدريكا ديني إن اللجنة دعت إلى وضع خطة للأمن الوطني بأوسع اتفاق حيث تظل سارية المفعول وتوجه الخيارات الاستراتيجية التي ينبغي على الدولة اتخاذها في هذا القطاع على المدى الطويل.
وتطرق التقرير إلى “تهديدات غير متماثلة” في عالم الطاقة أيضًا، فيما من المرجح أن تضرب العاصفة في أسعار الطاقة التي تهز الأسواق الأوروبية منذ شهور القطاع الإيطالي، فضلاً عن التداعيات على الأمن.
وحددت اللجنة سلسلة من الأولويات منها ضرورة حماية الإمدادات مع مراعاة الاعتماد على الدول الأجنبية، والحاجة إلى حماية البنى التحتية الحيوية للإمداد، فضلاً عن تطوير مصادر الطاقة المتجددة المرتبطة بتحديد القضايا الحاسمة المرتبطة بهذا الإطار أيضا من حيث الموارد التكنولوجية والمواد الخام لاستغلالها.
وعلى صعيد إمدادات الغاز، دعت اللجنة إلى تنويع مصادر الإمداد لتجنب أن يصبح هذا المورد “أداة ضغط تجاه الدول الأوروبية”، مع ضرورة مراعاة تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية في الإنتاج من حيث السياق الجيوسياسي الذي توجد فيه البلدان التي يتم من خلالها توريد معظم الغاز الطبيعي الذي يصل إلى إيطاليا.
وحذرت من أن إيطاليا تعتمد كثيرًا على موسكو، حيث تفخر روسيا بـ 42% من المعروض الخارجي لإيطاليا، تليها الجزائر (14%)، قطر (11%)، النرويج (9%)، ليبيا (8%) وهولندا (2%).
وفي قطاعات طاقة الرياح وإنتاج البطاريات توجد حاجة إلى المواد الخام والتربة النادرة تستخرج في مناطق جغرافية مثل إفريقيا حيث نشاط صيني مكثف في العمليات المرتبطة بتكرير هذه المواد الخام.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي الإيطالي ليوناردو بيلودي، أن انتقال الطاقة ليس وجبة مجانية، فيما هناك بعد يتعلق بالأمن لا يمكن تجاهله من الغاز إلى مصادر الطاقة المتجددة كما تحذر لجنة “كوباسير” ويتعلق بإيطاليا جداً.
واعتبر بيلودي أنه وفقا للتقرير فإن “المشتريات” (الغاز) أجنبي بشكل أساسي ويأتي بشكل كبير من روسيا (42 % من المعروض الأجنبي) ، تليها الجزائر (14%) ، قطر (11%) ، النرويج (9%) ، ليبيا (8%) وهولندا (2 %).
وأشار إلى أن 80 % من الغاز الأجنبي يتم استيراده عبر خط الأنابيب وخطوط الأنابيب الرئيسية عبر النمسا. ترانزيت غاز، الذي يربط بين ألمانيا وفرنسا، ترانسميد من تونس. جرين ستريم من ليبيا. وتاب بين اليونان وإيطاليا. و 20% المتبقية مستوردة على شكل غاز طبيعي مسال عبر ثلاثة أجهزة إعادة غاز.
وأكد أنه ليس صدفة أن تركز لجنة “كوباسير” على الغاز الذي يعد مصدر التميز في انتقال الطاقة من النفط إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن الغاز يتطلب من إيطاليا اهتمام من نوع خاص من المخابرات، وذلك بسبب عاملين حيث أن الدول التي يأتي منها الغاز لإيطاليا غير مستقرة سياسياً مثل ليبيا أو تحت اهتمام الدول الأجنبية الكبيرة.
وذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب مختلفة أدخلت نظام للعقوبات رغم عدم تعلقه بشكل مباشر بإنتاج الغاز ، إلا أنه يؤثر على التجارة وتنظر الصين إلى روسيا كمورد رئيسي ويمكن أن تصبح المستورد الرئيسي لتحل محل الاتحاد الأوروبي. مع منافسة بين دول الاتحاد الأوروبي والصين وآسيا بشأن من يحصل على الغاز الروسي مع إمكانية انعكاس غير لطيف على الأسعار.
واعتبر المحلل الإيطالي أن السبب الثاني متعلق بدول عبور الغاز: أوكرانيا وتركيا والبحر الأبيض المتوسط حيث تعد أماكن متحركة من وجهة نظر جيوسياسية.