رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي يقول إن تحدي الطاقة يتجاوز حالة طوارئ الحرب، فيما يضغط الحزب الديمقراطي على الحكومة لإعادة إطلاق ايستميد.. انفتاح أيضاً من واشنطن...
على وقع تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، عاد الحديث عن ايستميد، وهو خط أنابيب غاز بطول 1900 كيلومتر قد يربط إسرائيل ببوليا في إيطاليا، حيث عانى من توقف مفاجئ من الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن.
وأضاف دراغي خلال الاجتماع في فيلا ماداما مع نظرائه من اليونان وإسبانيا والبرتغال أن تحدي الطاقة يتجاوز حالة طوارئ الحرب، مشيراً إلى الحاجة إلى التحرر من الاعتماد على الطاقة الروسية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وقال إن أوروبا على دراية بالحاجة إلى تسريع تنويع مصادر الغاز الطبيعي وإنتاج الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط وجنوب أوروبا سيلعبان دورًا أساسيًا في هذه العملية لصالح الاتحاد الأوروبي الأمر الذي يضع سياسات الطاقة الأوروبية على الخط، والتي ارتبطت مؤخرًا بشدة بخيارات دول مثل ألمانيا (مثال على ذلك نورد ستريم 2).
وقال نيكولا مونتي، الرئيس التنفيذي لشركة “أديسون” العالمية في مقابلة مع مجلة “فورميكي” الإيطالية، إن خط الأنابيب “يسمح لنا بالاستفادة من الاحتياطيات الضخمة عبر فتح طريق إمداد جديد بتجاه شرق البحر المتوسط وجلب الغاز مباشرة إلى أوروبا دون المرور عبر دول خارج الاتحاد الأوروبي. وتضمن الشركة 20 في المائة من الطلب الإيطالي على الغاز.
وأضحت بوليا مركزًا حاسماً لاستراتيجيات الطاقة الحكومية، وهذا ما كشفه حديث دراغي والتحركات الأخيرة من خطة مضاعفة نقل الغاز عن طريق تاب إلى طلبات التنقيب التي قدمتها شركات النفط للبحث عن الغاز في البحر وصولاً إلى موافقة مجلس الوزراء لتأسيس أربع مزارع رياح أخرى في فوجيا.
كما اتضح هذا عبر بيان صدر من اجتماع ثلاثة أعضاء من الحزب الديمقراطي في فيلا ماداما بإيطاليا وهم بينا بيتشيرنو، نائب رئيس البرلمان الأوروبي، والبرلماني من باري ألبرتو لوساكو، وفابيانو أماتي، عضو مجلس بوليا.
وطالبوا الحكومة باستئناف عملية بناء خط أنابيب الغاز ايستميد الذي بإمكانه نقل الغاز إلى أوروبا على طريق اسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا مع الهبوط في بوليا.
وفي أعقاب التوقف لأسباب تتعلق بالاستدامة الاقتصادية أرسلت الولايات المتحدة أيضًا إشارات على الانفتاح. وقال أندرو لايت، مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الدولية والبيئة في مؤتمر عقد مؤخرا في واشنطن، إن الأمر لا يتعلق فقط بالانتقال الأخضر، ولكن بالانتقال بعيدًا عن روسيا ، موضحًا كيف تعيد وزارة الخارجية التفكير حتى في أحدث الخيارات.
يأتي هذا فيما يضغط الحزب الديمقراطي في إيطاليا وسط صمت حركة 5 نجوم. كما يفعل حزب الليكود الاسرائيلي الشيء نفسه انطلاقاً من مقاعد المعارضة في إسرائيل.
وكان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، دعا السلطة التنفيذية بقيادة رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد لإعطاء الأولوية القصوى لبناء خط الأنابيب، مؤكداً أنه في وقت يشهد ارتفاعًا كبيراً في أسعار الطاقة في كل مكان في العالم بسبب النقص الخطير في الغاز الطبيعي في أوروبا، من الضروري تعزيز قدرة إسرائيل على تصدير الغاز مباشرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
وقالت المخابرات الإيطالية، في أحدث تقرير سنوي لقطاع أمن المعلومات، إن شرق البحر المتوسط يمكن أن يكون استراتيجياً، مذكرة بالمشاركة الإيطالية في منتدى غاز شرق البحر المتوسط.
وتثير موازين الطاقة الجديدة والجيوسياسية على خلفية الحرب في أوكرانيا تساؤلات حول مدى قدرة تركيا العناد أمام خط أنابيب الغاز، حيث يعد ايستميد عنصر استقرار لإمدادات الطاقة والأمن في البحر المتوسط.