ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية في إيطاليا، تعتبر أن الحكومة الإيطالية ليس لديها غموض وستصل إلى واشنطن بالبطاقات الصحيحة وأن الاجتماع مع كيشيدا أساسي..
وقمة دراغي و رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في روما تحضر لزيارة رئيس الوزراء الإيطالي لواشنطن. والاستثمارات في الهيدروجين والتنقل المستدام على الطاولة، ومع جويريني اتفاق حول الدفاع. طوكيو شريك رئيسي في حملة احتواء روسيا والصين..
وتركز إيطاليا في هذا السياق على الدفاع والطاقة والاتصال. وكان اللقاء بين الطرفين في قصر كيجي (مقر الحكومة) صباح الأربعاء ثم غداء عمل مع الوفدين. وسبق ذلك لقاء مع بابا الفاتيكان فرانسيس ومحادثات ثنائية مع وزير خارجية الفاتيكان بيترو بارولين.
وإيطاليا المحطة الأولى من جولة رئيس الوزراء الياباني في أوروبا حيث يتوقع أن يزور لندن ويلتقي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس. ويأتي هذا بمناسبة الاحتفال بـ 150 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين روما وطوكيو.
وتأتي زيارة كيشيدا إلى روما بعد جولة في أكثر ثلاث دول موالية لروسيا في جنوب شرق آسيا: فيتنام وإندونيسيا وتايلاند. ويتمثل الهدف المزدوج في استخدام النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي لدفعهم للتخلي عن الحياد بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وجرى في قصر كيجي مناقشة الاستثمارات. وتتطلع إيطاليا إلى اليابان للبحث والتطوير في مجال مصادر الطاقة المتجددة وذلك في السباق لتنويع الطاقة للتحرر من غاز موسكو.
وبشأن الهيدروجين، فقد ذكر في التقارير الأخيرة للمخابرات واللجنة البرلمانية لأمن إيطاليا (كوباسير) كركيزة للتحول البيئي والبحث عن مصادر أخرى للطاقة.
وهناك استثمارات جديدة من شركة تويوتا عملاق السيارات الياباني، والتي تفتخر في إيطاليا بتعاونين مهمين بشأن الهيدروجين مع شركة سنام الإيطالية للتنقل المستدام ومع شركة إيني لمحطات التزود بالوقود.
وتحدث دراغي خلال المؤتمر الصحفي عن ثقل التجارة مع طوكيو والسياحة مع أمل تخفيف إجراءات الحكومة اليابانية حول التأشيرات والتصاريح التي لم تسفر حتى الآن عن استئناف حقيقي للقطاع.
وفضلاً عن الاستثمارات المتبادلة، أراد كيشيدا أن يطلب من دراغي تصوره حول بيانه بشأن “رأسمالية جديدة” والذي لخصه في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية على أنه منظور يصحح فيه العمل العام والخاص فشل السوق وحالات عدم الاستقرار الخارجية.
وعلى الصعيد السياسي بالنسبة لدراجي فإن القمة مع كيشيدا التي سبقتها قبل أسبوع اتفاقية تعاون عسكري مهمة وقعها في طوكيو وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني، تحضر لأهم زيارة منذ دخوله قصر كيجي، وهي الزيارة المقررة الأسبوع المقبل في واشنطن.
ومن المؤكد أن إيطاليا ليست في الصف الأول بين الدول الأوروبية للمساهمة في الحملة المناهضة للصين التي يشنها الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاء أمريكا في المحيطين الهندي والهادئ والتي تمثل أولوية في البيت الأبيض على الرغم من الحرب في أوكرانيا.
من جهتها، تحدثت ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية في إيطاليا، والتي تعد واحدة من الأصوات الإيطالية الرائدة في السياسة الخارجية، عن زيارة دراغي لواشنطن قريبا، قائلة إنها خطوة جيدة جدا، معتبرة أن الإعلام الإيطالي بالنسبة للبيت الأبيض حول روسيا يمثل ضجيج في الخلفية.
وبشأن زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى روما، قالت إن الحرب الروسية في أوكرانيا كما يقول الرئيس الأمريكي جو بايدن ستندرج ضمن صراع أوسع بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية.
واعتبرت أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يريد أن يقدم المقاومة الأوكرانية على أنها حرب صليبية غربية كبيرة ضد روسيا فيما من الضروري مواجهة هذا المنظور.
وقالت إن هذا يأتي عبر بناء نظام تحالف أوسع يستغل القيم والرؤى المشتركة، معتبرة أنه يمكن لدراغي الاستفادة من رأس المال السياسي المتراكم العام الماضي مع رئاسة مجموعة العشرين. كما تلعب اليابان في هذا الشأن دورًا أساسيًا.
وأضافت أن روما لديها اهتمامات ومهارات أكثر وبراجماتية أكثر من الولايات المتحدة ويمكنها تغيير الأوراق على الطاولة.