وترأست نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس الوفد لتقديم التعازي لدولة الإمارات العربية المتحدة في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. كما يحضر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ومدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، في زيارة دولة تهدف إلى توديع وفاة حاكم أبو ظبي، الشخصية التاريخية، وافتتاح بداية عهد محمد بن زايد.
وجرى تعيين بن زايد بسرعة من المجلس الأعلى للاتحاد يوم السبت في اليوم التالي لوفاة خليفة، فيما سيكون لرئيس الإمارات الجديد نقطة الانطلاق لأول اتصال مع مختلف الحلفاء والشركاء كحاكم رسمي.
و يكتسب ما يحدث مع الولايات له أهمية خاصة بالنظر إلى أن أفضل لحظات العلاقة التاريخية ليست جارية بين واشنطن وأبو ظبي. فيما لا يوجد برودة تتعامل بها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرياض لكن لا يمكن القول أيضًا إن الأمور تسير كالمعتاد.
وتوجد الصين في المنتصف بين واشنطن وأبو ظبي، حيث طلبت الولايات المتحدة من الإمارات تعليق العلاقات مع الشركات الصينية في عالم الاتصالات لأن الخطر يكمن في أن التعرض المفرط قد يكون مشكلة استراتيجية.
وفيما يخص روسيا، طلبت الولايات المتحدة من السعوديين والإماراتيين زيادة إنتاج النفط لخفض تكاليف النفط وهو طلب يهدف إلى إعادة توازن الأسعار.
من جهته، قال كريستيان كوتس أولريشسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس: “لا أتوقع أي تغيير كبير في السياسة الخارجية الإماراتية في عهد محمد بن زايد لأنه (والأشخاص المقربين منه) يرأسها منذ 2014 على الأقل”، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتوقع أن الإمارات ستستمر في التعامل مع روسيا ولاسيما مع الصين وأنهم سيحاولان التخلص من مخاوف الولايات المتحدة بشأن حقيقة أن هذا الالتزام يمكن أن يحد بشأن الاقتصاد والطاقة إلى السياسة وقضايا الدفاع والأمن.
وقال إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغير هو الصعوبة التي سيتعين على أبو ظبي بها موازنة هذه العلاقات في عالم من التنافس بين القوى العظمى والمنافسة الإستراتيجية الصفرية المتزايدة.
وأضاف أن “كل شيء سيكون أكثر تعقيدا بالنسبة للإمارات، لا سيما في إطار روسيا والولايات المتحدة”، مرجحا أن تكون الإمارات الجديدة أكثر مركزية وأقل اتحادية.
وفيما يخص الأعداء، هناك إيران، التي عزز محمد بن زايد ضدها الكتلة السنية الإقليمية في السنوات الأخيرة والتي تبني معها الآن مسارًا معقدًا للتواصل، وهناك جماعة الإخوان، المنظمة القومية العربية التي توجه تفسير الإسلام السياسي والتي صنفتها الإمارات على أنها تخريبية لدرجة أنها تصنف على أنها منظمة إرهابية.
من جانبه، قال المحلل الأمريكي جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لمركز تحليلات الخليج في واشنطن، إن الاتصالات هنا أكثر حساسية على الرغم من اعادة انطلاق الحوار مع أنقرة والدوحة لأنه، بالنسبة لمحمد بن زايد، فإن الخوف من أن تتحول هذه الأفكار إلى ثورات داخلية ضد الوضع الراهن هو أكثر إثارة للقلق من التنافس مع طهران.
وقال إن أبو ظبي موقفها مع الاتفاقيات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. واضاف أن أبو ظبي ترى إيران كتهديد إقليمي، لكن لن تكون هناك ثورة مستوحاة من الخميني في الإمارات.
ويأتي هذا فيما تعد المشاركة في مراسم الجنازة علامة على العلاقات الإماراتية المستقبلية. حيث زار الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا أبو ظبي. وذهب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى هناك أيضا.