فضلاً عن فك الحظر عن ميناء أوديسا الأوكراني سيكون للقضية تداعيات عالمية خطيرة جداً بالنظر إلى أن الأراضي الأوكرانية التي قصفها الروس هي في الواقع لن تستخدم حالياً...
ولم تؤثر مسألة “استبدال” المحاصيل الزراعية الأوكرانية على أسواق اليوم فقط بسبب أزمة القمح، لكن سرعان ما تحولت إلى ملف يجب تناوله في المدى المتوسط والطويل.
وكانت تل أبيب منذ شهر تبحث عن طرق جديدة في هذا الصدد، فيما تتمثل الثمرة الأولى في التكنولوجيا الجديدة فائقة التطور المستخدمة في الري والزراعة، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتبنت الحكومة الإسرائيلية منذ أيام خطة لزيادة تجارتها مع مصر لاسيما في القطاع الزراعي بهدف زيادة كفاءة استخدام المياه في المناخ الصحراوي وتخيل محاصيل جديدة في درجات حرارة عالية جداً.
كما تعد السعودية شريك جديد يتعاون مع الشركات الإسرائيلية في هذا القطاع، أيضاً يعمل العديد من اللاعبين الإسرائيليين بالفعل في الإمارات حيث إنه منذ التوقيع على اتفاقيات إبراهيم يمكن أن تصبح الأنشطة البعيدة عن الجغرافيا السياسية مثل تنقية المياه للاستخدام الزراعي والوقاية من أمراض النخيل أساسًا يستند عليه بناء علاقات تجارية جديدة.
وكانت التكنولوجيا الإسرائيلية متقدمة بالفعل مقارنة بمشكلات مثل الري عندما يتعلق الأمر باستخدام جرارات بدون طيار للتقليم والري. كما يجري الحديث اليوم عن أجهزة استشعار فائقة الحداثة يمكن استخدامها للكشف المبكر عن الآفات أو لحماية الأشجار.
وبدأت بالفعل بعض الشركات الإسرائيلية في هذا القطاع مشاريع مماثلة في القارة الأفريقية مع احتمال أن تكون هذه الخطوة التجريبية الآن هي الحل لأزمة الحبوب، فضلاً عن الحصار أو فك الحظر عن ميناء أوديسا والتي سيكون لها تداعيات عالمية خطيرة جداً بالنظر إلى أن الأراضي الأوكرانية التي قصفها الروس هي في الواقع غير صالحة للاستعمال في الحاضر.
وكانت أوكرانيا تصدر قبل الحرب الروسية أكثر من 5 ملايين طن من القمح شهريًا، فيما تخسر اليوم نحو 15 مليار دولار من الصادرات. أيضاً أثرت أزمة الحرب على أسعار القطاع التي ارتفعت بنسبة 22.8 % مقارنة بعام 2021، بحسب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
وارتفعت أسعار الحبوب بنسبة 56.2% عن مايو 2021، وارتفعت أسعار القمح 5.6% في مايو مقارنة بشهر أبريل 2022. كما ارتفعت أسعار اللحوم.
بالإضافة لذلك، توفر أوكرانيا 42% من زيت عباد الشمس المتداول في السوق العالمية و 16% من الذرة و 9%من القمح، فيما تعتمد بلدان لاسيما في الشرق الأوسط وأفريقيا على الواردات الأوكرانية من هذه المنتجات.