دان بلومبرج، رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلية، يقول إن هناك جهود موازية بين الاستثمارات الوطنية والخاصة، وستكون هناك استثمارات حكومية ولكن عبر الشركات..
وأكد أن إسرائيل تعمل مع الحلفاء لاستخدام الفضاء بشكل مشترك كمورد لحماية وتعزيز مجتمعهم، مشيراً إلى أن إيطاليا تعد إحدى الدول التي تعمل معها…
وأوضح أن الحضور الدولي في مؤتمر إيلان رامون الدولي للفضاء الذي عقد مؤخراً في تل أبيب كان “ضخمًا”. وحضر الحدث بعض أهم اللاعبين من دول “الفضاء” الكبرى. وإلى نص المقابلة عبر الهاتف مع موقع “ديكود 39” الإيطالي:
كيف تغير قطاع الفضاء في السنوات الأخيرة؟
قطاع الفضاء كانت تغذيه عوامل جيوسياسية لسنوات. من التنافس بين الشعوب والثقافات. وكان سباق الفضاء خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وسيلة لإثبات ما يمكن القيام به على مستوى التكنولوجيا وجمع المعلومات من أماكن بعيدة. وبسبب ذلك وتكلفة الوصول إلى الفضاء كانت أغلبية الاستثمارات على أساس وطني. وخلال السنوات العشر الأخيرة، كان هناك تغيير كبير مع دخول الشركات والشركات الخاصة إلى ساحة الفضاء.
ماذا تغير؟
حين ثبتت الولايات المتحدة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، فإنها لم تفعل ذلك للسماح لنا باستخدام تطبيق ويز أو خرائط جوجل. كان السبب عسكريًا بشكل أساسي. وفهمنا في وقت لاحق أنه يمكننا استخدام GPS للعديد من الأشياء الأخرى، لتحسين حياتنا. وبدأنا نرى الشركات الخاصة تتعامل مع التطبيقات لاستخدام موارد الفضاء والاستثمار في إنشاء وإطلاق أنظمة فضائية جديدة.
ما المرحلة التي نمر بها؟
نحن في نقطة تحول حقيقية، من الاستثمارات الوطنية إلى الاستثمارات الخاصة مع نمو كبير للنشاط الفضائي. نشهد انخفاض كبير في التكاليف التي ينبغي استثمارها لإرسال قمر صناعي للفضاء.
كيف تتغير العلاقات بين العام والخاص؟
الدول ستسعى دائمًا لإظهار نوعية الحياة والإنجازات التكنولوجية التي تحققت وهذه هي طبيعة الإنسانية على الأقل حالياً. هناك احتمال أن نشهد جهد موازي بين الاستثمارات المحلية والاستثمارات الخاصة. سيكون هناك استثمارات حكومية، لكن عبر شركات خاصة.
هل الهجوم على الأقمار الصناعية هو أسوأ سيناريو في الصراع الحديث؟
الحدث الخطر أكثر في أي حرب هو الضرر بالبنية التحتية المدنية. لا أعتقد أن الأقمار الصناعية هي أسوأ سيناريو في حالة الحرب، ولكن بالطريقة التي تطورت بها القوى العظمى، فيما باتت تحالفاتها مع الأقمار الصناعية مهمة. وأي انقطاع للتيار الكهربائي أو إجراء ضدهم سيكون له تأثير كبير على الأرض أيضًا.
ما طبيعة دور إسرائيل في قطاع الفضاء؟
إسرائيل كانت ثامن دولة في العالم تحصل على حق الوصول الكامل إلى الفضاء، الأمر الذي يعني بناء قمر صناعي وإطلاقه من أراضيها و إدارته. حدث هذا في عام 1988. إسرائيل لديها اليوم المزيد من الشركات التي تتطلع إلى الفضاء كمورد. الدولة تفهم أنها يمكن أن تكون محركًا للنمو الاقتصادي. نبحث تطوير نظام بيئي لخلق محرك للنمو يعتمد على الفضاء. يوجد حالياً نحو 60 شركة تعمل بشكل مباشر في الأنشطة الفضائية. ونأمل مضاعفة الرقم خلال هذا العقد.
بالحديث عن النظام البيئي وهي كلمة غالبًا ما تُسمع في إسرائيل عند مناقشة الأمن السيبراني. فيما تتمثل حين نتحدث عن الفضاء؟
عملت بشكل مكثف على بناء النظام البيئي السيبراني. اليوم يمكننا أيضًا بناء نظام بيئي حول الفضاء مع البحث الأكاديمي والاستثمارات الحكومية وإشراك الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. النظام البيئي الفضائي قد يكون أصغر من نظام الأمن السيبراني، لكن النظام البيئي للفضاء يتكون من تقنيات أعمق بكثير ويشمل سواء البرامج أو الأجهزة.
ما أهمية التعاون الفضائي لدولة مثل إسرائيل؟
إسرائيل دولة صغيرة. والفضاء مكلف. لذلك يجب علينا التعاون مع الدول الأخرى. يكفي أن نقول إنه في محطة الفضاء الدولية، يعمل الروس والأمريكيون وغيرهم معًا بسبب التكاليف الكبيرة للوصول إلى الفضاء. تعمل إسرائيل كذلك مع الحلفاء لاستخدام الفضاء بشكل مشترك كمورد لحماية وتعزيز مجتمعهم. وإيطاليا هي إحدى الدول التي نعمل معها.
هل على المستوى الثنائي أم عبر الاتحاد الأوروبي؟
الاثنان. نعمل مع أوروبا: نحن منخرطين بقوة في البحث من خلال برامج مثل Horizon Europe. ونعمل أيضًا مع دول معينة في أوروبا مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا. لسنا أعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية للأسف. إسرائيل يمكنها الاستفادة من عضويتها في وكالة الفضاء الأوروبية، وأعتقد أن الأخيرة ستستفيد من وجود إسرائيل في هذا المجتمع.