التبادل التجاري والتعاون العسكري وأمن الطاقة والمصالح السياسية المشتركة. مائدة مستديرة لموقع "ديكود 39" الإيطالي حول العلاقات بين روما والدوحة مع تعليقات الأنصاري والهيل وباكير والحرمي وغريب..
بمناسبة زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة الإيطالية روما حيث التقى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا واستمع إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني هاتفياً نظراً لظروف صحية، اتصل موقع “ديكود 39” الإيطالي بخبراء العلاقات الدولية القطريين الرئيسيين لتحليل تطور العلاقات بين روما والدوحة.
وأكد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية في قطر ومستشار نائب رئيس مجلس الوزراء أن زيارة أمير قطر إلى روما كان هدفها بلورة قوة العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن العلاقات تعززت كثيرًا مؤخراً، خصوصاً في مجال القطاع الاقتصادي والاستثمارات في قطاع الدفاع.
وقال إن القوات المسلحة القطرية وقعت عقود مع شركات إيطالية. كما تقدر قطر بشكل كبير المساهمة الإيطالية في كأس العالم، موضحاً أنه كان تعاونًا على مستوى السلامة والتقنية، الأمر الذي ساهم في نجاح الحدث.
وعلى المستوى السياسي، أكد أن قطر وإيطاليا تتشاركان في العديد من الملفات الإقليمية وتعملان على ضمان الأمن والاستقرار في العالم.
من جهته، قال علي الهيل، الإعلامي القطري وأستاذ العلوم السياسية في الدوحة، إن أهمية الزيارة ترتبط باحتياجات أوروبا للغاز نتيجة للحرب الروسية في أوكرانيا. وأوضح أن قطر تمد إيطاليا بثمانية مليارات مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنوياً منذ 2009، مشيراً إلى أن ذلك جاء بعد أن افتتح البلدان الصديقان محطة أدرياتيك في مدينة (روفيجو) الساحلية ومهمتها استقبال الغاز المسال الطبيعي القطري.
وذكر أن زيارة أمير قطر تعد تكريس للزيارتين الأخيرتين في 2016 و 2018، موكداً أن الزيارة الحالية و الزيارات السابقة لها دلالة سياسية واضحة للشراكة الإستراتيجية القطرية مع إيطاليا، فيما زار الرئيس الإيطالي قطر في يناير 2020.
وقال إن قطر شاركت في إكسبو روما في عام 2015 وكان للجناح القطري دوراً في التعريف بدولة قطر و تقديمها مصدراً إستراتيجيا للطاقة لزوار المعرض. وأشار إلى 250 مشروعاً إستثماريا (في نطاق شراكة إستراتيجية) بين إيطاليا وقطر.
وأكد أن العلاقات بين البلدين شهدت منذ تعيين السفارتين الإيطالية في الدوحة و القطرية في روما عام 1992نشاطات سياسية و اقتصادية و تجارية و استثمارية وعسكرية واسعة.
وعلى المستوى الاقتصادي، قال الهيل إنه لدى دولة قطر شراكة إستراتيجية مع شركة إيني الإيطالية. واعتبر أن التغير النوعي في العلاقات بين البلدين تجلى من خلال الحوار الإستراتيجي الأول بين البلدين في روما خلال شهر فبراير 2022 والذي قاده وزيرا الخارجية القطري و الإيطالي، حيث أسس الحوار لشراكة إستراتيجية عميقة.
من جهته، قال جابر الحرمي، الإعلامي القطري، إن العلاقات بين قطر وإيطاليا تتسم باستقرارها واستمراريتها مع مرور الوقت.
وأوضح الحرمي أنه إذا كانت الطاقة حاليًا أهم قطاع في مجالات التعاون بين البلدين لا ينبغي الاستهانة بالمجال العسكري وخاصة البحري حيث توجد عدة عقود موقعة تتجاوز 5 مليارات دولار للإمدادات لقطر.
وتوقع أنه في المرحلة القادمة سيكون هناك تعاون قوي بين قطر للطاقة وإيني داخل قطر ، حيث تتواجد إيني بالفعل في مشروع “الشمال”، أو لبدء تحالف في سياق التنقيب الجديد في مناطق مختلفة من العالم.
وقال إن أكثر من 10 في المائة من الطاقة المستخدمة في إيطاليا تأتي من قطر، ولكن بالنظر إلى الثقة في الدوحة كمورد، هناك احتمالات لزيادة هذه النسبة وبالتالي تعزيز التعاون بين البلدين.
بدوره، قال علي باكير، أستاذ الشؤؤن الدولية في جامعة قطر زميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي بواشنطن، إن زيارة أمير قطر تأتي في لحظة يجب فيها تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي والدفاعي. وقال إن قطرتعتبر إيطاليا شريكا أساسيا فيما يتعلق بمشروعات الطاقة في المنطقة وشريكا للمستقبل.
وذكر أنه بعد اتفاقية الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، جرى إنشاء مساحات مختلفة للتعاون الإيطالي القطري في الحقول البحرية بالمنطقة. وهناك أيضًا فرص أخرى في الجزء الشرقي من البحر المتوسط حيث توجد مشاريع إيطالية وقطرية وأمريكية أيضًا.
ورأى أنه سيكون هناك تعاون في المستقبل بين الشركات القطرية والإيطالية حول مشاريع الغاز في هذه المنطقة وأيضاً مع دولة ثالثة. وحول قطاع الدفاع، قال إن قطر تعد واحدة من أهم عملاء إيطاليا، وجرى مؤخراً التوقيع على عدة عقود وهناك محادثات جارية حول التعاون في هذا المجال بين البلدين.
وقال إن قطر تسعى للحصول على تقنيات جديدة خاصة في القطاع العسكري البحري. وأضاف: أعتقد بشكل عام أن العلاقات بين البلدين مهمة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والبحر المتوسط.
من جهته، رأى صالح غريب، الإعلامي والمحلل القطري، أن موقف ايطاليا ودعمها لقطر في تنظيم بطولة كأس العالم في قطر 2022، كان له دوراً في توطيد العلاقات بين الدولتين والشعبين.
وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية، قال غريب إن حجم التجارة بين البلدين ارتفع على مدار السنوات، موضحاً أنه في عام 2021، تجاوزت قيمة التجارة 4 مليارات يورو لأول مرة. وبلغت في الأحد عشر شهرًا الأولى من عام 2022 نحو 6.8 مليار يورو، بزيادة قدرها 120% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.
وقال إن إنشاء مجلس رجال الأعمال القطري الإيطالي ساهم في تطوير هذه العلاقات بمشاركة قطر الناجحة في معرض إكسبو ميلانو 2015 ، حيث نجح الجناح في جذب الانتباه إلى اقتصاد الدوحة وآفاقها الاستثمارية الواسعة.
وأضاف أن 250 شركة إيطالية تعمل في قطر منها 200 شركة برأس مال مشترك بين قطر وإيطاليا و 50 شركة برأس مال وملكية إيطالية 100٪.
وشدد على أن إيطاليا تعد أيضًا وجهة مميزة للاستثمارات القطرية مثل الخطوط الجوية القطرية التي تشغل أكثر من 40 رحلة أسبوعية بين الدوحة و 4 وجهات إيطالية. وعبر عن سعادته بتعزيز العلاقات بين الدوحة وروما، لأنه يعود بالفائدة على البلدين والشعبين الصديقين.