قال السفير الأوكراني لدى روما، ياروسلاف ميلنيك، إن الزيارة الأخيرة التي قامت بها رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني إلى كييف تأتي “تأكيدًا” على دعم إيطاليا لأوكرانيا. وإلى نص المقابلة مع موقع “ديكود 39” الإيطالي في ذكرى الغزو الروسي لأوكرانيا:
تحل اليوم الذكرى الأولى للغزو الروسي أوكرانيا، مؤخراً زار الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني كييف. كيف تقيم الرد الغربي في هذه الشهور؟
حرب روسيا ضد أوكرانيا غير المسبوقة شكلت حقيقة جديدة سواء على مستوى السياسة الدولية أوالقانون. النظام العالمي، الذي قوضه هذا العدوان العسكري الواسع النطاق، أجبر العالم المتحضر على الاتحاد بسرعة لاستعادة المبادئ الأساسية للديمقراطية والقانون الدولي على الأراضي الأوروبية. قلت أكثر من مرة إن حرب روسيا ضد أوكرانيا ذهبت لأبعد من حدود دولتنا منذ فترة. إن كل دول القارة تقريبًا تعد رهينة لطموحات الكرملين في رغبته لإصلاح النظام السياسي الأوروبي القائم وفقًا للسيناريو الروسي. إن استجابة شركائنا كانت منسقة وموحدة.
كيف تغيرت العلاقة مع الحكومة الجديدة في إيطاليا؟
سنواصل التعاون مع البلاد في جميع الاتجاهات لسنوات عديدة. أوكرانيا ممتنة للغاية للشركاء الإيطاليين على الموقف الثابت في دعم سيادة بلدنا واستقلاله وسلامته الإقليمية. هذا الدعم لمسناه مع جميع الحكومات الإيطالية. إن أوكرانيا عملت بنجاح سواء مع حكومة ماريو دراغي وحكومة جيورجيا ميلوني. الزيارة الأخيرة لرئيسة الوزراء الإيطالية كانت فقط تأكيد على هذا الدعم. نتشارك القيم العالمية الأوروبية كما نتشارك مبادئ الدولة والمجتمع الديمقراطي وأيضًا رؤية مشتركة لما يجب أن تكون عليه أوروبا دون طموحات روسيا الاستعمارية. ممتنون جداً لإيطاليا على دعمها السياسي لمسار أوكرانيا الأوروبي الأطلسي. أنا على يقين أن العلاقات بين أوكرانيا وإيطاليا ستصبح أكثر كثافة وديناميكية في المستقبل القريب.
خلال زيارته الأخيرة إلى أوروبا، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أسلحة. ماذا عن المحادثات مع الدول المختلفة؟
أوكرانيا بحاجة إلى أسلحة لحماية وحدة أراضيها من الغزاة الروس و من أجل استعادة السلام في أوروبا في أقرب وقت ممكن. يمكنني القول إن المفاوضات جارية. بمجرد أن يتخذ شركاؤنا الدوليون قرارات محددة سنعرف ذلك على الفور.
وماذا عن إيطاليا؟
يجب إغلاق الأجواء الأوكرانية لأن روسيا لا تتوقف عن قصف المدن الأوكرانية المسالمة. مواطنونا يموتون كل يوم، فيما ينفذ الكرملين عمداً إبادة جماعية للشعب الأوكراني ولن يتوقف طالما لم نرفض ذلك بشكل قاطع. هناك إذا حاجة إلى أسلحة و طائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى يمتلكها شركاؤنا.
الصين أعلنت مؤخراً عن خطة سلام لما تطلق عليه “أزمة” في أوكرانيا. بالنظر أيضًا إلى الشراكة “بلا حدود” التي وقعها الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل عام، هل تعتبر أوكرانيا الصين وسيطًا محتملاً له مصداقية؟
مع بدء الحرب في أوكرانيا انتهكت روسيا القواعد الأساسية للعلاقات الدولية كما انتهكت النظام العالمي وتسببت في سلسلة من الأزمات والصراعات السياسية. لا شك في أننا نريد بشدة أن تقف الصين إلى جانب أوكرانيا في حماية الاستقرار والأمن والسلام في العالم وإجبار روسيا على التنازل عن خططها العدوانية لغزو أوكرانيا. آمل أن تجري النخبة السياسية في الصين تقييمات برجماتية وتتخذ قرارات عقلانية لمنع تحول الحرب الروسية ضد أوكرانيا إلى صراع عالمي.
الحكومة الإيطالية ملتزمة بشدة بإعادة إعمار أوكرانيا. من أين ننطلق؟
هناك التزام واضح من الشركات الإيطالية لإعادة إعمار بلدنا بعد الحرب. من المنتظر عقد مؤتمر ثنائي مخصص لإعادة الإعمار في روما قريبًا بهدف توحيد الصناعة وريادة الأعمال الإيطالية مع الشركاء الأوكرانيين. من المهم بشكل خاص خلق تعاون مثمر على المستوى المؤسسي والحكومي. إن القطاعات الرئيسية التي بحاجة ملحة إلى إعادة الإعمار والتحديث هي البنية التحتية الحيوية و الطرق وأنظمة الطاقة. أيضاً القطاع الزراعي في أوكرانيا بحاجة إلى التحسين. ثم هناك تحديث لسلاسل الخدمات اللوجستية بين أوكرانيا وإيطاليا.
مكافحة الفساد عنصر حاسم للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهو أساسي بهدف إعادة الإعمار وأيضًا لانضمام أوكرانيا في النهاية إلى الاتحاد الأوروبي.. ما الخطوات التالية التي ستتخذها الحكومة لمعالجة الفساد؟
نتحدث عن حالات فردية مؤسفة يمكن أن تحدث في أي بلد، يمكنكم رؤية أن القيادة السياسية الأوكرانية استجابت بسرعة للحوادث المذكورة لأنه من المهم لنا منع المواجهة داخل البلاد وتجنب وجود مثل هؤلاء الأشخاص في السلطة (الفاسدون). أوكرانيا بلد ديمقراطي يحترم سيادة القانون و أي شخص يدان بارتكاب جرائم أمام الدولة والشعب الأوكراني سيواجه بالتأكيد عقوبة عادلة. ندفع ثمناً باهظاً كل يوم لخياراتنا الأوروبية ولا نسمح لمثل هذه المسائل بتشويه سمعتنا أمام شركائنا الدوليين.