لقاء مع أوزغور أونلوهيسارجيكلي، مدير مكتب صندوق "مارشال الألماني" في أنقرة، حيث ناقش الموقف الحساس للغاية لتركيا مع قرب الانتخابات فيما يجب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية وانضمام السويد إلى حلف الناتو...
و إلى المقابلة مع موقع “ديكود 39” الإيطالي:
ما دور تركيا في الصراع؟ قد تكون الدولة الوحيدة التي نجحت في الحفاظ على الاتصال مع الجانبين وساهمت على عدة جبهات في حل بعض الأزمات هذا العام.
إن شرح دور تركيا ليس بالأمر السهل. يمكن وصفه بأنه مؤيد لأوكرانيا ولكن دون أن يكون ضد روسيا. بعد بدء الصراع استمرت تركيا في تزويد أوكرانيا بالأسلحة ومنها الطائرات المسلحة بدون طيار (درونز) التي لعبت دورًا حاسمًا في الأسابيع الأولى. إن أوكرانيا طلبت والحكومة التركية أخطرت روسيا رسمياً بقرارها منع عبور السفن الحربية الروسية مضيقي البوسفور والدردنيل. كما عارضت أنقرة رسميًا ضم المقاطعات الشرقية الأوكرانية وصوتت ضد روسيا في الأمم المتحدة.
ما الذي قامت به حتى لا تظهر ضد روسيا؟
إنها لم تنضم إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في العقوبات لأسباب مختلفة. تركيا عموماً ضد العقوبات غير المفروضة الأمم المتحدة. كما عانت من تداعيات العقوبات على العراق وإيران في الماضي. الاقتصاد التركي ليس في أفضل الحالات وسيكون من الصعب أن يتعرض لضربة أخرى. ثالثًا تركيا لم يتم أخذ استشارتها حين اتخذت الولايات المتحدة قرارًا أحاديًا بالتشاور مع الاتحاد الأوروبي. كما أن تركيا تخضع للعقوبات الأمريكية في هذه اللحظة (لشراء بطاريات صواريخ إس -400 من روسيا).
ما مدى عمق العلاقات مع موسكو؟
تركيا لم تحافظ على التجارة مع روسيا فقط، بل تزايدت الصادرات التركية إلى روسيا بشكل واضح. إذا لم أكن مخطئًا بنسبة 68% من عام لآخر، ما يقود لتساؤل حول ما إذا كانت تركيا لا تعمل كوسيط في التصدير بين أوروبا وروسيا، وبالتالي لا تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات. الحوار السياسي يظل ثابتًا. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحدث إلى نظيرة الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف أو شخصيًا في عدة مناسبات منذ بداية الصراع. عامل قد يبدو سلبياً ولكنه سمح لتركيا لتكون وسيط في الاتفاقية الحاسمة حول القمح وتبادل الأسرى. نفس الشيء قد يحدث في أي محادثات سلام.
تركيا عضو في حلف الناتو، لكنها عززت علاقاتها مع روسيا. لماذا لا تعارض الولايات المتحدة والتحالف الذي يدعم أوكرانيا هذا الموقف؟
نظراً لأن تركيا على وشك إجراء انتخابات، فإن الولايات المتحدة لا تريد إعطاء الانطباع بأنها ترغب في التأثير على التصويت. بالتأكيد هم يشرحون للحكومة والقطاع الخاص العواقب المحتملة لمواصلة التجارة مع روسيا. أعتقد أنه مع الانتخابات (أكد أردوغان أنها ستجرى في مايو..) ، فإن الضغط سيصبح أكثر.
بالحديث عن الانتخابات هل يمكن أن تكون نقطة تحول في عملية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو. تركيا تعارض خاصة فيما يتعلق بالسويد حيث يوجد مجرمون وإرهابيون تطالب أنقرة بتسليمهم. كيف ستتطور العملية وهل بإمكان فنلندا التحرك بمفردها أم كلاهما سينتظر نتيجة التصويت التركي؟
أنقرة قالت إنه لا توجد عقبات أخرى أمام انضمام فنلندا لذلك إذا قررت الانضمام أعتقد أنه سيتم قبولها بسرعة. إن فنلندا فضلت حتى الآن التعامل مع جيرانها. مع قرب موعد الانتخابات من الصعب على البرلمان التركي المصادقة على انضمام السويد وأخشى أن يمر وقت قليل جدًا بين الانتخابات وقمة الناتو في العاصمة الليتوانية فيلنيوس في يونيو والتي ستكون مناسبة لإعلان العضوية.
ما النقاط الحالية المثيرة للجدل؟
ينبغي الاعتراف بأن السويد تتخذ خطوات مهمة بسرعة كبيرة مع تعديل قوانينها المتعلقة بالإرهاب ودستورها لتلبية المطالب التركية. إن تعريف الإرهاب هو المشكلة الرئيسية. بالنسبة لتركيا في حال كنت تعمل لصالح منظمة تُعتبر إرهابية فأنت إرهابي سواء كنت تقوم فقط بالدعاية أو جمع الأموال أو التجنيد أو استخدام سلاح. أما بالنسبة لستوكهولم فالإرهاب فقط حين ترتكبت أعمال عنف. قد يكون التعريف الأوروبي للإرهاب وسيلة للتقريب بين النهجين.
قطاع الطاقة شهد ثورة هذا العام. تركيا على علاقة مع روسيا ومن ناحية أخرى تريد أن تصبح مركزًا للطاقة في القارة. ما الاتجاه الذي ستسلكة؟
إن تركيا تعد ممر عبور مهم للطاقة ولكنها ليست مركزًا حتى الان. لكي تصبح هكذا يجب على روسيا ودول أخرى إصدار تراخيص خاصة حتى تسطيع استيراد الغاز ثم إعادة تصديره. على أي حال الدور التركي سيظل مهمًا لأن أذربيجان ستضاعف إمداداتها إلى أوروبا على المدى القصير وستكون الإمدادات من شرق البحر المتوسط قادرة على المرور عبر خطوط الأنابيب التركية. لكن على المدى الطويل لن يكون الوقود الأحفوري مركزيًا فيما ستحاول تركيا أن تصبح مركزًا دون الحاجة إلى استثمار الكثير من الموارد.