أكد نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي ادموندو تشيريللي، الخميس، أن الموقف الإيطالي تجاه إيران كان قوياً جداً. جاء ذلك في افتتاح المؤتمر الدولي “إيران وحزب الله: أيديولوجيا وأهداف واستراتيجية واستراتيجيات الوكلاء والإرهاب ودعاية في الغرب” الذي عقد في روما تحت رعاية مؤسسة ميد أور التابعة لشركة ليوناردو الإيطالية ومؤسسة فيتوريو أوكورسيو.
وقال تشيريللي إن الشعب الإيراني “يتمتع بثقافة عظيمة وفكر فلسفي عميق”، مشيراً إلى أن إيطاليا التي تعزز خطها الدبلوماسي التقليدي القادر على مخاطبة الجميع يجب أن تبقي قنوات الحوار مفتوحة، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتمثل هدف الجلسة الأولى للمؤتمر الدولي في فهم الخطر الذي تشكله إيران منذ عقود وكيف يمكن أن يكون دورها على الساحة الدولية في المستقبل.
وأضاف تشيريللي أن “الحدث مهم للغاية وجاء في الوقت المناسب”، موضحاً أنه بعيدًا عن الأزمة التي يعيشها العالم في ظل العدوان الروسي على أوكرانيا تعد قضية النشاط الإرهابي الذي تقوم به الدولة الإيرانية وحزب الله منذ سنوات مسألة لاتزال جارية.
من جهته، أكد عضو مجلس الشيوخ عن حزب إخوة إيطاليا ماركو سكوريا أن إيران لن تكون قادرة على أن تكون “الدولة التي كانت من قبل”، موضحاً أن الثورة المستمرة منذ سبتمبر الماضي بعد وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني تسببت في صدع عميق في النظام.
وقال إن الاتفاقيات الإبراهيمية تظهر كيف يمكن تحقيق السلام مع البلدان التي لم يتم الاتفاق معها، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن الأمر مختلف مع إيران حيث لا أثر لحقوق الإنسان.
وأضاف سكوريا أن “محو دولة إسرائيل من الخريطة هدف حقيقي”، موضحاً أن إيران دولة تزعزع الاستقرار اليوم و من خلال استقطاب الدول الغربية والأوروبية و أشكال المصالح والاتفاقيات التجارية.
وذكر أن إيران تشارك بنشاط في الحروب وتقدم الأدوات والأسلحة والطائرات بدون طيار إلى روسيا لمحاربة أوكرانيا.
من جانبها، تطرقت فيديريكا أونوري، من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي، إلى النشاط البرلماني حول الملف الإيراني، مؤكدة أن “مشكلة إيران ليست جديدة لكن غالبًا ما تقرر الابتعاد عنها”.
وقالت أونوري إنه بعد أعمال الشغب التي اندلعت في سبتمبر الماضي صوت مجلس النواب بالإجماع على قانون يهدف إلى مطالبة الحكومة الإيطالية بالالتزام ببعض النقاط المحددة بما في ذلك إلغاء أحكام الإعدام بحق المتظاهرين الموقوفين وإطلاق سراحهم.
وطلب البرلمانيون الإيطاليون من السلطة التنفيذية العمل في المحافل الدولية لتمديد قائمة العقوبات الفردية، بما في ذلك أيضًا المسؤولين عن استخدام القوة ضد المتظاهرين.
من جهته، قال أندريا مانتشولي، خبير الإرهاب ورئيس منظمة أوروبا الأطلسية ورئيس العلاقات المؤسسية في منظمة ميد أور، إن قضية الوكلاء آخذة في الارتفاع من حيث الحجم والقضية الأوكرانية تستعر.
وأضاف أن محور المقاومة المكون من إيران والرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين يتعزز.
وقال إن المشكلة تكمن في أن إيران تكثف إنشاء كيانات تشغيلية على شبكة الإنترنت وخارجها، في خطوة خطيرة لأنها تمثل رغبة في زيادة حجم التهديد. واعتبر أن محور المقاومة يتعزز بتشكيلات أصغر وأقل قابلية للسيطرة وأكثر عرضة لنوع من الهجوم السريع الذي يهدف إلى ولادة نقاش سياسي يقوض الاتفاقات الإبراهيمية.
بدوره، قال جيرمانو دوتوري، المستشار لدى مؤسسة ميد أور، إنه من الضروري التركيز على “ما يحدث داخل إيران”، فيما يرى أن الوضع في البلاد يمكن أن يكون له تأثير تاريخي.
واعتبر أنه في حال كان من الممكن تغيير النموذج السياسي لتنظيم الدولة الإيرانية لكان هناك تغيير تاريخي، والذي من شأنه أن يتعلق بتنظيم الشرق الأوسط. وأشار إلى أن المشكلات تشمل غياب القيادة وهو سبب يجري العمل من أجله و تشكيل هيئات في الشتات تمثل المعارضة، ومع ذلك ستظل هناك خلافات داخلية.
فيما اعتبر بينيديتا بوتيليوني من اللجنة اليهودية الأمريكية، أنه في حال لم يفعل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء شيئًا ملموسًا لوقف إعادة تسليح إيران وبناء أسلحة نووية، فخطر الحرب يلوح في الأفق.
وقال إنه بالانحياز إلى روسيا أظهرت إيران أنها بلد يتحد ضد العالم الغربي في الاستقطاب الجيوسياسي ولا تمثل فقط تهديدًا للشرق الأوسط.
وحول آخر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تخصيب طهران لليورانيوم، أكد بوتيليوني أن إيران “على أعتاب الطاقة النووية”، مضيفاً: “وصلنا إلى هذه النتيجة لأن الاتحاد الأوروبي حاول الإبقاء على اتفاقية تم التفاوض عليها في عام 2015 ولكن لم يتم تطبيقها لأن (إيران) لم تحترمها أبدًا”. وتابع: يجب إدراك أن إيران ليست مجرد تهديد للشرق الأوسط لكن لنا جميعًا.