ومن الممكن أن تمثل أزمة الغذاء سببًا إضافيًا وراء مغادرة السكان لمصر بشكل غير منتظم فيما تفتخر إيطاليا بتميزها في قطاعات البحث والابتكار في سلسلة الأغذية الزراعية التي يمكن لمصر الاستفادة منها.
وتظهر زيارة تاياني وبيرنيني إلى مصر أمس على الاهتمام بتعزيز التعاون مع مصر لإبراز إمكاناتها الزراعية والغذائية وجعل البلاد حافزًا للأمن الغذائي في منطقة البحر المتوسط، وفقاً لما نقله موقع “ديكود 39” الإيطالي.
ويعد الأمن الغذائي من أولويات السياسة الخارجية الإيطالية التي أطلقت في السنوات الأخيرة دبلوماسية حقيقية في مجال الغذاء. كما هناك إرادة لإدخال الحوار الوزاري المتوسطي حول أزمة الغذاء إلى مرحلة تشغيلية إنطلاقاً من مصر.
ويكتسب قطاع الزراعة أهمية أساسية في مصر ليس فقط للإنتاج ولكن أيضًا للوظائف ذات الصلة. وعلى الرغم من أنها تمثل 11.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي إلا أنها توظف 28 في المائة من القوة العاملة الوطنية و 45 في المائة من جميع النساء العاملات. كما تعد مصر مستوردًا صافياً للمنتجات الغذائية حيث تشتري 40 في المائة من المواد الغذائية التي تستهلكها من الخارج بقيمة أكثر من 3 مليارات دولار سنويًا.
ومصر من بين الدول الأكثر تضرراً من آثار الحرب في أوكرانيا حيث تعتمد بقوة على الواردات لتزويدها بالقمح والذرة وفول الصويا وزيت الطعام. ويأتي جزء كبير من هذه الواردات من روسيا وأوكرانيا. وقال تاياني من القاهرة بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن خبرة الشركات الإيطالية والبحثية “تحتاجها مصر لجعل قطاعها الصناعي الزراعي أكثر حداثة”.
وأكد تاياني أنه بفضل التعاون مع النظام الإيطالي سيتمكن هذا القطاع الأساسي من الاقتصاد الحقيقي المصري من النمو وسيكون هناك اتفاقيات لمصر وإيطاليا.
وأشار الوزير إلى أن “الاهتمام الإيطالي يتمثل في تدويل أعمالنا “. فيما قالت بيرنيني إن البحث ضروري لتعزيز التعاون في مجال سلامة الغذاء في البحر المتوسط.
وتعد زيارة تاياني وبيرنيني إلى مصر أول متابعة عملية للحوار الوزاري المتوسطي حول أزمة الغذاء، الذي عقد في 3 ديسمبر 2022. وكان الهدف ضمان سلامة الأغذية وبدء التعاون بين الشركات في قطاع الأغذية الزراعية.
كما يتمثل الهدف الاستراتيجي في إطلاق شراكة بين إيطاليا ومصر حول الأمن الغذائي لتعزيز النظام الغذائي المصري وتكثيف التعاون الثنائي في مجال الأغذية الزراعية.
وتهدف الزيارة على المدى القريب إلى تحديد المشاريع القادرة على تحفيز الاستثمارات العامة والخاصة في مجال الأمن الغذائي ودمج طرق التمويل المختلفة وتفعيل الشراكات بين الشركات المصرية والإيطالية.
وأكد تاياني أن هناك إمكانية للشركات الإيطالية للعمل بشكل أكبر في مصر، كما سيكون هناك جدول تقني 5 + 5 لحل جميع المشكلات وتطوير إمكانية تدويل الأعمال وتطوير الأنشطة التجارية.
ولم يكن الأمن الغذائي في مصر الموضوع الوحيد للزيارة. حيث تم التطرق لظاهرة الهجرة. وقال تاياني في في مؤتمر صحفي من القاهرة مع برنيني إن السيسي أكد الالتزام بالتعاون مع إيطاليا من أجل تقليل تدفقات الهجرة غير الشرعية بشكل كبير في منطقة البحر المتوسط.
وأضاف: تحدثنا مع الرئيس المصري أيضًا عن قضية الهجرة، وطلبنا تدخل مصر حتى يكون هناك انخفاض في مغادرة المهاجرين غير الشرعيين سواء من ليبيا أو تونس.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي التزام حكومة بلاده بمكافحة الهجرة غير الشرعية و المتاجرين بالبشر، مؤكداً أن مصر دولة كبيرة وبدون تعاونها من الصعب حل هذه المشكلة. وشدد أيضاً على أهمية دور أوروبا و الأمم المتحدة في هذا الصدد.