نائب رئيس لجنة كوباسير الإيطالية يقول إن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها هو موضع تساؤل وأنه أمر غير مقبول من الناحية الأخلاقي والجيوسياسية، مشيراً إلى أن الأصولية لم تتوقف عن إعادة ترتيب صفوفها..
أفاد بيان لقصر كيجي الإيطالي (مقر الحكومة) بأن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني تلقت اتصالاً هاتفياً، اليوم، من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو حيث أعرب عن تعازيه في وفاة الإيطالي أليساندرو باريني في هجوم الجمعة الماضي في تل أبيب.
ومن جهتها، قدمت ميلوني الشكر لنتنياهو على المساعدة التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية وعلى التضامن الذي عبر عنه العديد من الإسرائيليين. هذا و غادرت جثة باريني إسرائيل متوجهة إلى مطار شيامبينو في إيطاليا.
من جانبه، اعتبر جيوفاني دونزيللي، نائب رئيس اللجنة البرلمانية لأمن إيطاليا (كوباسير) والنائب البرلماني عن حزب إخوة إيطاليا، أن هناك تزايدا كبيرا للأصولية في مناطق الساحل وأفريقيا، وذلك بغض النظر عن تطور التحقيقات في حادث تل أبيب.
وقال دونزيللي، في تصريحات لموقع “ديكود 39” الإيطالي: “بالتأكيد في حالة حماس وإسرائيل هناك خصوصيات أكثر خطورة لأن حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها موضع تساؤل هناك: إنه غير مقبول من وجهة النظر الأخلاقية والجيوسياسية”.
وعبر البرلماني الإيطالي عن التضامن مع عائلة باريني و إسرائيل بعد هذا الحادث، وأضاف: لكننا ننتظر نتائج التحقيقات التي تجريها الأجهزة الإسرائيلية.
وبسؤاله عما إذا كانت الأصولية تستغل الحرب في أوكرانيا لتضرب من جديد، قال البرلماني الإيطالي إن الأصولية لم تتوقف عن إعادة ترتيب صفوفها، محذراً من أنه في حال النظر إلى جميع مناطق الساحل وأفريقيا سنلاحظ المناطق التي تشهد نموًا مهمًا للأصولية.
واعتبر أنه في حالة حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل هناك خصوصيات أكثر خطورة لأن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها هو موضع نقاش. وتابع: هذا غير مقبول من وجهة نظر أخلاقية وجيوسياسية.
وعن تأثير خطة ماتي الإيطالية في ضوء بروز دور لاعبون مهمون مثل إيران ومجموعة فاجنر الروسية في إفريقيا، قال دونزيللي، إن التعاون ضروري و يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الدول الفردية و الموسسات، مع المحاولات في المسارات الديمقراطية أو العلمانية.
واعتبر أن هذا سيسمح بدوره بكبح الأصولية والإرهاب اللذين يتغذيان على الفقر وحالات التهميش الاجتماعي، مشيرا إلى أنه في حالة إسرائيل توجد معاداة للسامية تتخفى ضمن مطالبات إقليمية.
وحول تأثير سياسة الحكومة الإيطالية في البحر المتوسط في هذا السيناريو، قال البرلماني إنه يجب عدم التأثر بالاحتجاجات المختلفة لأنه في كثير من الأحيان عندما تغيب العقلانية “نحتفل بالربيع العربي كما حدث في الماضي لنكتشف بعد ذلك أنه لم يجلب الاستقرار ولا الرفاهية”.
وشدد على الحاجه إلى عمل جيوسياسي يأخذ في الاعتبار الاستراتيجية الدولية، حيث تسعى روما لتحقيقه عبر وضع المصالح الوطنية نصب أعينها. كما أشار إلى ضرورة محاولة الحفاظ على التوازن الذي يسمح للدول النامية أن تكون قادرة على النمو بأقصى قوة ممكنة.
واختتم حديثه قائلاً: لدينا وعي بدور مسؤول لإيطاليا وهي دولة تقع في وسط البحر المتوسط و لديها كل المؤهلات للعب دور قيادي. أنا أشير إلى كونها رابطًا طبيعيًا بين الثقافات و الاحتياجات والحساسيات المختلفة.