Home » خبير: تطورات الوضع في السودان له انعكاسات مهمة على ليبيا وإثيوبيا
سياسة

خبير: تطورات الوضع في السودان له انعكاسات مهمة على ليبيا وإثيوبيا

الأزمة المسلحة في السودان كانت متوقعة لأن تقسيم السلطة معلق في توازن غير مستقر بين التشكيلين العسكريين. هناك خطر اتساع التوترات الإقليمية وتفاقم الوضع.. تعليق جويدو لانفرانكي، الباحث المتخصص في شؤون القرن الأفريقي بمعهد هولندا للعلاقات الدولية...
قال جويدو لانفرانكي، الباحث المتخصص في القرن الأفريقي لدى معهد هولندا للعلاقات الدولية Clingendael، إن الاشتباكات الدائرة في السودان هذه الأيام هي نتيجة منافسة مستمرة منذ سنوات وتصاعدت بشكل خاص في الأشهر الأخيرة.
وأضاف لانفرانكي أن التحدي حول التنافس على السيطرة على البلاد بين القوات المسلحة السودانية و قوات الدعم السريع يهدف لضمان الأمن لنظامها.
وأشار إلى أن السودان وجد نفسه في وضع خاص، حيث يوجد في الواقع في البلاد قوتان مسلحتان منفصلتان لهيكل قيادة منفصل ومصالح سياسية واقتصادية مختلفة.
وقال الخبير الإيطالي إنه بعد سقوط عمر البشير في عام 2019 وضع كل من الجيش السوداني و قوات الدعم السريع خلافاتهما جانبًا لحماية المصلحة المشتركة.
واعتبر أن الانتقال الحقيقي إلى الديمقراطية في السودان كان من الممكن أن يقود إلى إدانة قادة كلتا القوتين للعنف المرتكب ضد السكان ومصادرة الأصول التي تراكمت لدى الجانبين من خلال مشاركتهم غير المشروعة في اقتصاد البلاد، لذلك كان لدى كل من الطرفين مصلحة في عرقلة هذا الانتقال.
وذكر أن الجيش السوداني لا يتسامح مع وجود بنية عسكرية موازية تتمتع بقوتها العسكرية والسياسية والاقتصادية المستقلة، فيما ليس لدى قوات الدعم السريع أي نية للتخلي عن سلطتها والخضوع لسيطرة القوات المسلحة النظامية.
واعتبر أنه في حال فاز أحد الفصيلين على الآخر فقد يفرض نفسه ويحكم البلاد ولكن يبدو أن تحقيق انتصار واضح لإحدى القوتين على الأخرى في جميع أنحاء البلاد أمر صعب للغاية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وقال إن الخطر يكمن في أن السودان سيصبح نقطة أخرى من تلك البؤر الساخنة لزعزعة الاستقرار حيث الجبهات متساوية وتنشأ اشتباكات على المدى البعيد ما يؤدي إلى تقسيم البلاد.
ورجح الخبير أن تسعى فلول النظام القديم لاستغلال ارتباك هذه الأيام، فيما يصعب التنبؤ بكيفية تطور الوضع في الأيام أو الأسابيع القادمة، مشيراً إلى توقع مصادر قريبة بأنه يمكن تحديد نتيجة الاشتباكات في الأسبوعين المقبلين في العاصمة و باقي أنحاء البلاد.
وقال إن النتيجة ستستند إلى اختيارات الجماعات المسلحة الأخرى النشطة في السودان والتي لم تحدد موقفها بعد ولكنها تتعرض لضغوط متزايدة للانحياز إلى جانب دون الآخر.
وذكر الخبير الإيطالي أن اشتباكات هذه الأيام ليست حربًا أهلية، حيث لا تؤيد غالبية السكان الصراع، كما أنها لا تحتشد بوضوح مع أي من الجانبين، مشدداً على ضرورة تجنب خطر تصاعد الصراع بين القوات المسلحة إلى حرب أهلية بين هاتين القوتين.
وتطرق إلى عرض الحكومة المصرية وحكومة جنوب السودان التوسط في الصراع، موضحاً أن تطور الوضع في السودان سيكون أيضًا له تداعيات مهمة جدًا على البلدان المجاورة الأخرى مثل جنوب السودان وإثيوبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا وإريتريا التي تراقب بعناية التطورات في البلاد.

اشترك في النشرة الإخبارية