المحلل المسؤول عن برنامج إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يقول إن هناك سيناريوهين للأزمة في السودان: انتصار أحد الفصائل العسكرية المنخرطة في الاشتباكات او إطالة أمد الصراع. السودان سيخرج من الأزمة غير مستقر مع توازنات داخلية جديدة وانعكاسات إقليمية محتملة لذا على الاتحاد الأوروبي الاستعداد للتأثيرات..
وقال ثيودور ميرفي، مدير برنامج إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن على صانعي السياسة الأوروبيين أن يحّضروا أنفسهم لنتيجتين محتملتين، موضحاً أن هناك سيناريو محتمل يرى النصر المطلق للجيش السوداني أو قوات الدعم السريع.
وقال ميرفي إنه في هذه الحالة ومن أجل إدارة التأثير ينبغي توفير إطار التزام من اليوم الأول لضمان بقاء الديمقراطية السودانية.
ورأى أن السيناريو الثاني يتمثل في اتساع الصراع، مشيراً إلى ضرورة توجيه إجراءات الاحتواء في هذه الحالة إلى ما هو أبعد من القادة العسكريين وذلك نحو محفزات من الدرجة الثانية وهي الحركات المسلحة السودانية والدول الإقليمية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتواصلت الاشتباكات التي بدأت الأسبوع الماضي بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان والقوات شبه العسكرية (الدعم السريع) بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) من أجل السيطرة على البلاد، وذلك رغم الهدنة التي تم الإعلان عنها لمدة 24 ساعة.
وكان من المفترض أن يعمل وقف القتال على إجلاء الجرحى والمدنيين من أماكن الاشتباكات والسماح لمن يعيشون تحت نيران المعركة بالحصول على الطعام والماء والضروريات الأساسية الأخرى.
واعتبر ميرفي أن على أوروبا دعم التعزيز السريع لهيكل الوساطة في الصراع بين الأطراف السودانية المتحاربه، وذلك لأسباب إنسانية أيضاً.
وأضاف: نظرًا لأن الاتحاد الأوروبي وأعضائه من المرجح أن يلعبوا دورًا داعمًا يمكنهم تركيز جهودهم على إنشاء تقسيم مفيد للعمل من خلال معالجة القضايا المهمة من الدرجة الثانية مثل فترة ما بعد الحرب.
وقال إن الاتحاد الأوروبي وأعضائه يمكن أن يخلقوا إطارًا للالتزام للسلطة الجديدة مع أهمية وجود حكومة يقودها المدنيون لدعم أوروبا لأي حكومة مستقبلية، مشيراً إلى ضرورة التوضيح منذ البداية أن عودة النظام السابق في السودان أمر غير مقبول.
والقضايا الحاسمة من الدرجة الأولى تدور حول احتواء الصراع خلال هذه المراحل الأولية قبل أن ينزلق إلى حرب أهلية تمتد على نطاق إقليمي.
وشدد ميرفي على ضرورة إنشاء إطار عمل من الحوافز والمثبطات للجهات الفاعلة الأخرى خارج القوات في الميدان حتى يحافظوا على الحياد، فيما يشمل الجهات الفاعلة داخل السودان و الدول الإقليمية المهتمة بتحديد الاتجاه السياسي السوداني.
وقال إنه فيما يعد وقف القتال أمر ملح فإن إحياء اتفاق تقاسم السلطة الأصلي بين الكيانين قد لا يكون عادلاً. وتابع: المشكلة ليست في المفاوضات بل في الافتقار إلى الإرادة السياسية.
وحذر من أن الصراع المستمر سيؤدي إلى تغيير ميزان القوى بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في أي مفاوضات مستقبلية لتقاسم السلطة، داعياً الدبلوماسيين إلى تجنب العودة إلى الإطار السابق للتفاوض للوضع الراهن واستغلال توازن القوى الجديد لخلق صفقة قد تنجح.