تقارير تحدثت عن علاقة برلسكوني بالشرق الأوسط لاسيما مع القذافي، فضلاً عن دعم غزو العراق عام 2003 بالإضافة لاقتراح السماح لإسرائيل بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي..
تحدثت تقارير عن اعتذار رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو برلسكوني الرسمي “عن الجروح العميقة التي عانت منها ليبيا أثناء الاستعمار الإيطالي من عام 1911 إلى عام 1943”.
وأشارت التقارير إلى “معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون” لتحسين العلاقات الثنائية بين إيطاليا وليبيا والتي تضمنت صرف 5 مليارات دولار كتعويضات واستثمارات في مشاريع البنية التحتية الليبية، فيما لايزال الاتفاق أساس التعاون بين إيطاليا وليبيا حتى اليوم، وفقا لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأشارت التقارير إلى اللحظات المثيرة للجدل في العلاقة بين برلسكوني والعقيد الليبي الراحل معمر القذافي من القبلة على يد القذافي خلال اجتماع جامعة الدول العربية في ليبيا عام 2010 إلى زيارة العقيد إلى روما مع تعليق صورة المناضل الليبي عمر المختار على صدره.
لكن التقارير أشارت إلى نتائج ملموسة في العلاقة بين الزعيمين مع افتتاح خط أنابيب جرين ستريم في عام 2004، فيما لا تزال هذه البنية التحتية أطول خط أنابيب بحري في البحر الأبيض المتوسط.
وقالت إنه في ذروة العلاقات الوثيقة بين الزعيمين امتلكت الحكومة الليبية أسهماً في سوق الأوراق المالية الإيطالية والعديد من الشركات الكبرى وامتلكت جزءًا من نادي يوفنتوس لكرة القدم. فيما قطعت تلك العلاقات الوثيقة خلال الانتفاضة الليبية عام 2011 التي أطاحت بالقذافي.
وكشفت التقارير أن برلسكوني تصور أنه كان باستطاعته إقناع الزعيم الليبي “بالذهاب إلى المنفى” والتفاوض على “خروج مشرف” بعد 42 عامًا في الحكومة. وقال برلسكوني في مارس 2011: “أنا حزين على القذافي وآسف”.
كما كشفت التقارير عن تأييد برلسكوني غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، على الرغم من معارضة الرأي العام في إيطاليا في ذلك الوقت لهذا الأمر. وقال حينها: الغرب اليوم هو القوة العسكرية الوحيدة ولاقوة تضاهى الولايات المتحدة.
ولم تقدم إيطاليا قوات للغزو الأولي في مارس 2003 ، لكنها أرسلت 3000 جندي بعد سقوط بغداد بعد أسابيع. وقال برلسكوني في عام 2005 إنه حاول مرارًا إقناع جورج بوش الابن بالابتعاد عن غزو العراق.
وتابع برلسكوني، حينها: “لم أقتنع أبدًا بأن الحرب هي أفضل طريقة لجعل بلدًا ديمقراطيًا ولإخراجها من ديكتاتورية حتى لو كانت دموية… حاولت إيجاد طرق أخرى وحلول أخرى أيضًا من خلال نشاط مشترك مع الزعيم الأفريقي القذافي. لم ننجح وكانت هناك عملية عسكرية..أعتقد أنه كان يجب تجنب العمل العسكري”.
بالإضافة لذلك، قالت التقارير إن برلسكوني كان أحد أكثر القادة تأييدًا لإسرائيل في أوروبا خلال فترة ولايته، حيث اقتراح عضوية إسرائيل في الاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أن الرئيس الإيطالي السابق ساندرو بيرتيني تحدث في خطابه في نهاية العام في 1982 عن مقتل اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا خلال الحرب الأهلية اللبنانية، بينما دافع رئيس الوزراء الاشتراكي السابق بيتينو كراكسي عن الكفاح المسلح الفلسطيني في عام 1985، بينما دعم برلسكوني إسرائيل بقوة، واصفا إياها بأنها “ليست فقط أعظم مثال للديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط، ولكنها المثال الوحيد”.
وأكد برلسكوني في عام 2010 أنه يعتبر إسرائيل دولة أوروبية و “يحلم” بعضويتها في الاتحاد الأوروبي، مضيفاً: “حلمي الأكبر هو ضم إسرائيل إلى دول الاتحاد الأوروبي..”.
من جهته، نعى كمال الغريبي، رجل الأعمال التونسي و رئيس مجموعة مستشفيات سان دوناتو وفاة برلسكوني.
وقال الغريبي إن العالم العربي ودول البحر المتوسط خسرت صديقًا عظيمًا، حيث أدرك برلسكوني مدى عمق الروابط بين إيطاليا و المنطقة وعمل باستمرار لبناء الجسور والجمع بين الشعوب. وتابع: لقد كان صديقا عظيما للعالم العربي فليكن إرثه تراثًا للاتحاد الأوروبي.
ودعا الغريبي أوروبا و العالم العربى للمشاركة فى الدعاء لهذا الرجل و قال: انضموا في الألم والصلاة إلى عائلة سيلفيو برلسكوني.. في هذه اللحظة الحزينة للبلد بأسره. وتوفي برلسكوني في مستشفى سان رافاييل في ميلانو، الذي دخله يوم الجمعة.