ملكانجي و ميزران يصفان القضايا الحاسمة للسياق التونسي، من وجهة نظر داخلية ودولية.. أمام قيس سعيد فرص قليلة بينما لدى إيطاليا الأمل...
زار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني واشنطن حيث التقى نظيره الأمريكي أنتوني بلينكين، فيما يشير الاجتماع إلى أن الأمر متروك للرئيس التونسي قيس سعيد للتمكن من رؤية المساعدة التي يخطط لها صندوق النقد الدولي وهي 1.9 مليار دولار لإنقاذ البلاد من تعثر كارثي.
وشاركت وزارة الخارجية الأمريكية مخاوف إيطاليا الدولة الأكثر نشاطًا في الوقت الحالي في محاولة لإدارة الوضع المعقد في شمال إفريقيا حيث تمثل الأزمة الاقتصادية والمؤسسية التونسية حاليًا قمة أولويات جدول الأعمال.
وتركز حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على التوصل لحل سريع و براجماتي على خلفيه تعقيد زعزعة الاستقرار و الحاجة التكتيكية للتعامل مع السياق الأمني. وتعد تونس حالياً مصدر رئيسي لتدفق الهجرة الوافد من البحر الأبيض المتوسط.
وقال بلينكين إن الولايات المتحدة مستعدة لدعم تونس إذا قررت قيادتها تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بقرار سيادي.
من جهته، قال كريم ميزران، مدير مبادرة شمال إفريقيا والزميل الأول المقيم في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، إن الولايات المتحدة ليست مقتنعة بما يكفي في الوقت الحالي وهذا يؤثر على مواقف صندوق النقد الدولي، لأنهم لا يرون التزامًا من سعيد.
وتطرق ميزران إلى موقف متشدد يرى الامتثال للشروط التي وضعها صندوق النقد الدولي على أنه السبيل الوحيد لمساعدة تونس، مشيراً إلى أن هناك من يرى أنه من الضروري مساعدة سعيد دون قيد أو شرط.
واعتبر أن روما تتبنى طريق وسيط يرتكز على وعي براغماتي حيث يسيطر سعيد على البلاد وهناك حاجة للعمل معه.
ورأى أنه من الضروري البدء في مساعدة تقدمية، مرجحاً أن تطلب رئيسة الوزراء الإيطالية من الرئيس التونسي أن يتخذ خطوة رمزية بإطلاق سراح زعيم ححركة النهضة راشد الغنوشي، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وقال إن الرئيس التونسي يهدد أنه إذا لم يحصل على مساعدة من صندوق النقد الدولي فسوف يلجأ إلى تجمع البريكس أو لاعبين عالميين آخرين مثل الصين.
من جانبها، اعتبرت أليسيا ملكانجي، أستاذة التاريخ المعاصر لشمال إفريقيا والشرق الأوسط في جامعة سابينزا بروما وزميلة غير مقيمة في المجلس الأطلسي، أن المشكلة تتمثل في أن الوضع الداخلي قد وصل إلى نقطة حرجة حيث قامت وكالات التصنيف بخفض تصنيف الديون التونسية، التي أصبحت الآن في خطر الإفلاس الكامل.
وقالت ملكانجي إن السيادة الاقتصادية التي يتحدث عنها سعيد تتعرض في الواقع لخطر كبير بسبب دوامة الديون.
ورأت الخبيرة الإيطالية أن لدى سعيد خيارات قليلة حقًا حيث قامت بكين باستثمارات طفيفة ورمزية حتى الآن، وخفضت الولايات المتحدة ميزانيتها للتعاون العسكري لأنهم غير راضين عن موقفها.