الأب جاك مراد، المؤسس المشارك مع باولو دا أوليو رئيس أساقفة حمص، الذي اختطفه تنظيم داعش في سوريا من أربعة أشهر، يتحدث عن عودة اللاجئين السوريين..تعليق ريكاردو كريستيانو
واعتبر كريستيانو أن تفكير مراد حول سوريا مذهل لأنه لا يعفي أحدًا من اللوم الواضح على الدولة التي يعيش فيها السوريون في الوطن وغالبًا في المنفى.
وتحدث عن المشكلات القديمة والجديدة التي تؤرق السوريين الذين تخلى عنهم الجميع، حيث استنكر ما لحق السوريين لأكثر من عقد وعرفها منذ ولادته.
وقال إن اللقاء مع دا أوليو غير حياة هذا البطل المتواضع والذي تجاهله الكثيرين وهو من بين القلائل الناجين من تنظيم داعش منذ عام 2015، لكنه أصبح مؤخرًا أسقفًا، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وذكر أن تنظيم داعش قدر اختياره بمنع استخدام السلاح عندما احتل الأراضي التي عمل فيها مراد. لهذا أذن له مقابل عدة قيود بالعودة بين ذويه. وروى بعد ذلك في كتابه عن القنابل الغزيرة التي كانت تسقط متسائلا عن الذي يقف وراء هذا القصف.
وتحدث عن اختلاف الوضع اليوم حيث انتصر الرئيس السوري بشار الأسد واعتبر أن سوريا هي مقاطعة روسية وتموت تحت وطأة أطنان من المخدرات الاصطناعية مثل الكبتاغون.
وقال إنه ليست هناك حاجة لطلب تأكيد التبرعات أو من ينتج الدواء، نظرًا لأنه من المعروف أن النظام ينتجها مباشرة، موضحاً أن المشكلة في وقف هذا الإنتاج.
واعتبر أنه بدلاً من العيش في سوريا يفضل الشباب البدء بالموت على هذا النحو،وينطبق الشيء نفسه على السوريين المرحلين إلى تركيا ولبنان والأردن.
وأشار إلى أنه بدلاً من الموت عائدين إلى سوريا فهم يفضلون التظاهر بأنهم على قيد الحياة حيث أجبرهم النظام على الفرار. و مراد مهتم أكثر بفهم من هو على استعداد لفعل شيء ما لتقريب مستقبل مختلف أكثر من تكرار الماضي.
وتسائل عن مصير اللاجئيين والعودة بأمان ومن سيتمكن من إعادة صياغة واقع حياة كريمة في سوريا.
وقال كريستيانو إن مراد اليوم لا يخشى الذئاب كما لم يخافها من قبل، حيث يبحث عن محاورين لبدء عملية تسمح للاجئين بالعودة بأمان حقيقي.
وتبدو وحدة مراد ممكنة لأنه من ناحية معزول بسبب عناد نظام لا يريد أن يفتح أبواب سوريا للسوريين، ومن ناحية أخرى بسبب براغماتية أولئك الذين سيسألونه دون القلق على سلامتهم ولكن بسبب الاهتمام فقط.
وبالنظر إلى أفكار ونظرات الأب جاك مراد يبدو أنه لا يخشى الوحدة حقًا، بل يخشى النرجسية الأبدية في الدفاع عن القيم حتى اللحظة التي يدفع فيها الآخرون الثمن.