Home » برلماني إيطالي: على الاتحاد الأوروبي تبني خطة خاصة بأفريقيا
سياسة

برلماني إيطالي: على الاتحاد الأوروبي تبني خطة خاصة بأفريقيا

محادثة مع بييرو فاسينو، نائب رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب الإيطالي، يقول فيها إن استثمارات دول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى بريطانيا، أعلى بعشر مرات من الاستثمارات الصينية، في إفريقيا، لكن لا يوجد مشروع عضوي..
وقال فاسينو إنه في حال لم يكن الاتحاد الأوروبي نقطة مرجعية في أفريقيا فسوف يسمح ذلك للاعبين الآخرين بملء الفراغ في منطقة يعيش فيها حوالي مليار ونصف نسمة والذين سيصبحون 4 بحلول نهاية القرن.
وتحدث فاسينو وهو وزير الخارجية والعدل الأسبق، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإيطالي و نائب رئيس لجنة الدفاع عن العواقب المباشرة وغير المباشرة للأزمة في النيجر.
وبسؤاله عن الوضع في مالي وبوركينا فاسو خاصه بعد الانقلاب الذي حدث في النيجر، قال فاسينو إن الانقلاب في النيجر جاء بعد انقلابات مماثلة في مالي وبوركينا فاسو وجنوب السودان والسودان، مشيراً إلى أنها منطقة الاستبداد وعدم الاستقرار في منطقة الساحل.
ورأى أن الانقلاب له آثار مدمرة على النيجر حيث بدأ مسار بطيء ولكنه ثابت للنمو الاقتصادي، موضحاً أنه انقلاب يتجاوز النيجر وهي في موقع جيوسياسي حساس وهناك خطر من أن تنتشر الأزمة إلى بلدان أخرى في المنطقة.
وتحدث فاسينو عن علاقات روسيا مع إفريقيا، مشيراً إلى العلاقات مع الجزائر ومصر منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحدث أيضاً عن تواجدها في الصومال و أنغولا مع الكوبيين في التسعينات، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
كما تحدث عن الاهتمام المتزايد لروسيا بأفريقيا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى زيارات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى المنطقة، فضلًا عن قمة سانت بطرسبرغ الأخيرة مع وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدول الإفريقية بتزويدها بالحبوب التي تحتاجها تلك الدول.
وبسؤاله عن الميل لتوسيع النفوذ الروسي ومدى ارتباطه بأهداف مجموعة فاجنر العسكرية الروسية، قال فاسينو إنه خلال السنوات الأخيرة كانت المجموعة أساس الوجود الروسي في القارة، مشيراً إلى أنه بعد محاولة قائدها يفجيني بريجوجين التمرد على بوتين تميل موسكو اليوم إلى تمثيل نفسها بشكل مباشر.
واعتبر أن موسكو تحاول الخروج من عزلتها بسبب عقوبات الغرب على خلفية الحرب الأوكرانية بوضع نفسها كنقطة مرجعية لجنوب الكرة الأرضية ودول القارات الأخرى مثل الأفارقة.
وتابع فاسينو: إذا كانت هناك قارة مهتمة بشكل حيوي بما سيحدث في إفريقيا في السنوات القادمة فهي أوروبا، مشيراً إلى أن ما سيحدث في تلك القارة في السنوات القادمة سيحدد مصير العالم.
وأضاف: يعيش اليوم مليار ونصف شخص في إفريقيا، وسيرتفع عددهم إلى مليارين ونصف في عام 2050 وسيصل إلى 4 مليارات في نهاية القرن.
وتحدث فاسينو عن عوامل التنمية والنمو، موضحاً أن من يهتم بشكل مباشر بالقيام بذلك في المقام الأول هو أوروبا خاصة في الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة اهتمامها على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وشدد على ضرورة تبني أوروبا خطة مناسبة لأفريقيا، مضيفاً: استثمارات دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بريطانيا في إفريقيا تعد أعلى بعشرة أضعاف من الاستثمارات الصينية، لكن الحصيلة ليست تعبيراً عن مشروع عضوي لأوروبا بشأن إفريقيا.
وبسؤاله عن عدم ملء الاتحاد الأوروبي للفراغ الفرنسي، قال فاسينو إن فرنسا تدفع تكلفة الإرث الاستعماري الذي لم تتخل عنه بالكامل حتى في حقبة ما بعد الاستعمار.
وقال إن على الاتحاد الأوروبي أن يقرر فهو يدرك قيمة إفريقيا لكن هذا الوعي لم يقابله بعد سياسة مناسبة، مضيفاً: قللنا إلى حد كبير مشكلة علاقتنا بأفريقيا في إدارة تدفقات الهجرة، فيما ينبغي أن تكون الأخيرة جزءًا من استراتيجية لتنمية القارة.
واعتبر أنه من الضروري توعية الرأي العام الأوروبي بأن الأمر لا يتعلق بموقف “خيري” ولكن بسبب القرب الجيوفيزيائي والعلاقات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي نشأت تدريجياً والتي تجعل أوروبا والبحر المتوسط ​​وأفريقيا تشكل الآن “قارة كبيرة عمودية” لها مصائر مشتركة.
وحول ما إذا كانت الصين ومجموعة فاجنر الروسية تعدان لاعبان أساسيان في إفريقيا، اعتبر فاسينو أنه إذا لم يكن الاتحاد الأوروبي نقطة مرجعية لأفريقيا، فسيقوم لاعبون آخرون بتولي هذا الدور.
وقال إن الصين وروسيا تخاطران بأن تصبحان حجر الزاوية في هذه البلدان، مشيراً إلى أنه يمكن للصين وروسيا منح إفريقيا استثمارات في البنية التحتية لكنهما لا يستطيعان تقديم ما يمكن أن تقدمه أوروبا من الرفاهية والسياسات الاجتماعية والصحية وتمكين المرأة واستراتيجيات التدريب والتقنيات المتقدمة.

اشترك في النشرة الإخبارية