مع تواصل المواجهة بين المجلس العسكري الانقلابي ومجموعةإيكواس، هناك أهمية لسيناريوهات التواصل.. تشياني يتحدث مع العسكريين الغربيين، وتعمل السفارات على فهم كيفية إيجاد حل تفاوضي، مع ضرورة تجنب التدخل العسكري....
اقترح الجنرال عبد الرحمن تشياني، الذي استولى على السلطة في النيجر في 26 يوليو، الانتقال إلى الحكم المدني في غضون ثلاث سنوات، حيث يدير نيامي المجلس العسكري الذي يسيطر عليه، بهدف استعادة النظام والأمن. في وقت رفضت الكتلة الإقليمية الرئيسية في غرب إفريقيا (إيكواس) هذا المقترح.
وقالت (إيكواس) إنها وافقت على “يوم النصر” غير المعلن لتدخل عسكري محتمل لاستعادة الديمقراطية في النيجر إذا فشلت الجهود الدبلوماسية لكنها لم تحدد التاريخ.
وجاءت هذه التصريحات في ختام اجتماع استمر يومين لقادة جيش غرب إفريقيا في العاصمة الغانية أكرا، حيث قاموا ببحث اللوجيستيات والاستراتيجية لاستخدام محتمل للقوة في النيجر.
وكانت إيكواس، برئاسة الرئيس النيجيري بولا تينوبو، قد أعلنت بالفعل حشد “القوة الاحتياطية” لاستعادة النظام الدستوري في النيجر. ولكن ليس من الواضح أيضاً ما هو الإجراء، وكيف يمكن لهذه القوة الاحتياطية أن تتخذ إجراءات.
وتعد أبوجا أول اقتصاد أفريقي، و إيكواس هي الوحيدة التي تتمتع بقوات مسلحة ذات تنظيم بسيط يسمح لها بأي هجوم محتمل. فيما على تينوبو أن يظهر ثابتاً على المستوى المحلي وعلى مستوى القارة، وكذلك على المستوى الدولي.
وقال موقع “ديكود 39” الإيطالي إنه بغض النظر عن الموقف الصارم الذي اتخذه تينوبو وإيكواس، يبدو أن تشياني مقتنعاً بأنه قادر على المضي قدماً وفقاً لأجندته، حيث عيّن حكومة، وأعلن عن فترة انتقالية، كما يحضر لعملية “حوار وطني” يتم من خلالها صياغة دستور جديد.
واعتبر الموقع أن هناك عنصران يعتمد عليهما قائد الانقلاب، الأول هو أن المجتمع الدولي متفق على أن الفرصة ضئيلة للتدخل العسكري. و هناك تفهم للخط الصارم الذي اتخذته المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ولكن يبدو أن الموقف المهيمن هو ذلك الذي اتخذته دول مثل إيطاليا وهو أن ستخدام القوة للاستيلاء على السلطة، أمر غير مقبول، ولكن هناك حاجة إلى بذل كل جهد ممكن لتجنب عملية عسكرية.
وأشار الموقع إلى أن العنصر الثاني له طبيعة داخلية أكثر، ولكن للاستخدام الخارجي، حيث لم يحصل تشياني على موافقة شرائح مختلفة من السكان على الفور، ولكنه خلال شهر من سيطرته على السلطة لم يكن هناك احتجاجات معارضة سواد من المجتمع المدني أو القوات المسلحة.
واعتبر الموقع الإيطالي أنه توجد حاليًا دبلوماسية عسكرية تميز ما حدث في النيجر عن الأحداث في مالي وبوركينا فاسو حيث سرعان ما انحرفت المجالس العسكرية الانقلابية نحو الخط المناهض للغرب مع اللجوء لمساعدة مجموعة فاغنر شبة العسكرية الروسية.
كان زعيم فاغنر، يفغيني بريغوجين، اعتبر أن تحرك تشياني يعد خطوة أخرى ضد الاستعمار الجديد، وعلى أساس هذا فهو يقدم خدمات مجموعته إلى المجلس العسكري.
وقال الموقع إنه سيكون من الصعب على موسكو أن تضع نفسها في موقف يتناقض صراحة مع موقف إيكواس، وذلك لأن لديها مصلحة في الحفاظ على علاقات ممتازة مع الكتلة، وخاصة مع نيجيريا. كما من الصعب أن تتمكن مجموعة فاغنر من تقديم الخدمات المقدمة في مالي، لأنه بعد محاولة الانقلاب في روسيا، واجهت المجموعة صعوبات.
وعلى الصعيد السياسي، قال الموقع الإيطالي إنه يجري في مختلف الممرات الدبلوماسية الغربية تقييم مسار الحوار مع تشياني. وإلى جانب مبادرة الاتصال عبر الجيش يجري تنفيذ أنشطة دبلوماسية أكثر كلاسيكية. وأشار الموقع إلى وصول السفيرة الأمريكية الجديدة كاثلين فيتزجيبون، إلى نيامي، موضحاً أنها دبلوماسية تتمتع بدراية متخصصة بشؤون وسط وغرب أفريقيا.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وصول السفيرة لا يعكس أي تغيير في موقفنا السياسي، لكنه يعالج الحاجة إلى القيادة العليا لمهمتنا في وقت صعب.
وأكدت أن هدفها الدبلوماسي سيكون دعم الحل الدبلوماسي الذي يحافظ على النظام الدستوري.
وأكد الموقع الإيطالي أن روما نشطة بالفعل في هذا النوع من التواصل، مع السفيرة إميليا جاتو التي، بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإيطالية، أبقت المقر الدبلوماسي مفتوحًا، للتعامل مع الشؤون الجارية كعودة المواطنين الإيطاليين، بالإضافة للبحث عن نقاط الحوار.