أقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وزيرة خارجيتة نجلاء المنقوش، اليوم، بعد الإعلان عن لقاء نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما. فيما اندلعت احتجاجات في شوارع طرابلس، قالت وزارة الخارجية الليبية في طرابلس إن المنقوش رفضت لقاء ممثلين لإسرائيل و إن ما حدث كان اجتماعا عرضيا وغير معد مسبقاً خلال زيارة لروما.
وأدار الاجتماع وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، فيما قالت مصادر إنه لم يتم عقده داخل مكاتب وزارة الخارجية الإيطالية.
و كان نجل شقيق رئيس الوزراء الليبي، مستشار الأمن القومي إبراهيم الدبيبة، حاضراً أيضاً في الاجتماع، لأن الحكومة الليبية نفسها هي التي فكرت في هذه الفرصة، بحسب تقارير، التي أشارت إلى أنه في مواجهة رد الفعل الشعبي، فضل الدبيبة تحميل المنقوش المسؤولية وتجنب الاتهامات المباشرة، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وقال كوهين أيضًا إنه تحدث مع المنقوش حول أهمية الحفاظ على التراث اليهودي في ليبيا. وقال في بيان: “تحدثت مع وزيرة الخارجية حول الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن توفرها العلاقة بين البلدين”.
وليبيا هي إحدى الدول العربية التي أضفت الطابع الرسمي على رغبتها في تجنب تخفيف العلاقات مع إسرائيل، في خيار اتضح بعد بدء العملية التي قادت إسرائيل إلى انفراجة علنية في علاقاتها مع بعض الدول الإسلامية تحت رعاية ما يسمى “الاتفاقيات الإبراهيمية”.
وأدانت الخارجية الليبية استغلال الصحافة الإسرائيلية والعالمية لهذا الأمر ومحاولتها إعطاء الحادث طابع اللقاء أو حتى التنظيم، مجددة “الرفض التام والمطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني”.
ودعا رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح النواب للمشاركة اليوم في جلسة طارئة للمجلس في بنغازي لبحث ما اعتبره جريمة قانونية وأخلاقية بحق الشعب الليبي بعد لقاء المنقوش ووزير خارجية إسرائيل.
وأعرب المجلس الأعلى للدولة، الذي يلعب دورا استشاريا في السياسة الليبية، عن استغرابه من تقارير الاجتماع، وقال إنه يجب محاسبة الأطراف المسؤولة عن هذا الأمر.
كما طالب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الدبيبة بتقديم توضيح بخصوص اللقاء من خلال إرسال رسالة تحذيرية كتب فيها أن اللقاء لا يعكس السياسة الخارجية للدولة الليبية وهو غير مقبول، مشدداً على أنه انتهاك للقوانين الليبية التي تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وينظر إلى الحكومة الإسرائيلية التي ينتمي إليها كوهين، برئاسة بنيامين نتنياهو، من جانب أجزاء مختلفة من العالم العربي والإسلامي بطريقة أكثر سلبية، لأنه داخل الائتلاف الذي يشكل الأغلبية هناك أحزاب ذات توجهات متطرفة، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وتعاني ليبيا من صعوبات اقتصادية وأمنية كبيرة، ويمكن أن ينظر الدبيبة إلى بعض التفاهم العملي مع الإسرائيليين كشكل من أشكال هيكلة قيادته على المستوى الدولي ومع بعض المكونات الداخلية التي يمكن أن تستفيد من التطبيع. وتحدثت تقارير عن اجتماعات غير رسمية بين مسؤولين ليبيين، من طرابلس وبرقة، وإسرائيليين.
من جهته، اعتبر أرتورو فارفيللي، مدير مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما، ما حدث في ليبيا أمر خادع ولا مبرر له.
وقال فارفيللي، في تصريحات لموقع “ديكود 39” الإيطالي: المنقوش لم تحظ بالتعاطف في البلاد منذ فترة وكان يُنظر إليها دائمًا على أنها غريبة في الحكومة: فهي امرأة في عالم حيث الحقوق المتساوية بعيدة عن الواقع، وعاشت في الخارج، مع سلسلة من السلوكيات التي تعتبر غير مرحب بها.
واعتبر المحلل الإيطالي أن القضية الإسرائيلية تم استخدامها كذريعة، مشيراً إلى أن منصب المنقوش “مرغوب فيه”.
وتابع: نحن أمام تعديل حكومي محتمل برعاية من يرون في هذا الحل وسيلة لتحقيق الاستقرار وإجراء الانتخابات. التفكير يتجه لتشكيل حكومة جديدة، على الرغم من أن تغيير التوازن الذي يحكم الاستقرار الليبي الحالي أمر حساس جداً، مع مخاطر بحدوث انجرافات خارج السيطرة.