Home » استراتيجية أوروبا في أفريقيا بين الملكية والحوكمة. تعليق ديل ري
سياسة

استراتيجية أوروبا في أفريقيا بين الملكية والحوكمة. تعليق ديل ري

منطقة الساحل هي الحدود الجنوبية الحقيقية للاتحاد الأوروبي. هناك استراتيجية مشتركة تمت صياغتها في عام 2021، حيث المفهوم السياسي الملهم هو ضرورة الاستثمار في الحوكمة، في إطار المبدأ التأسيسي وهو الملكية و المساهمة في ضمان أن يكون مصير الأفارقة في أيديهم. تحليل إيمانويلا ديل ري، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل...
وتحدثت ديل ري، في مقال نشر على مجلة فورميكي الإيطالية، عن التزام مكثف للاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الأخيرة فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل، سواء على المستوى الثنائي من قبل الدول الأعضاء أو على مستوى مؤسسات المجتمع.
وأضافت ديل ري: كاتحاد أوروبي، نمثل عاملا من عوامل الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة ونحن محرك قوي للتنمية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأكدت ديل ري أن منطقة الساحل هي الحدود الجنوبية الحقيقية للاتحاد الأوروبي ولم يسبق أن كان هناك هذا القدر من الاهتمام بالمنطقة من جانب الدول الأعضاء.
وتابعت: لدينا استراتيجية مشتركة تمت صياغتها في عام 2021، حيث المفهوم السياسي الملهم هو ضرورة الاستثمار في الحوكمة، في إطار مبدأنا التأسيسي وهو الملكية، و المساهمة في ضمان أن مصير الأفارقة يكون في ايديهم.
وكشفت أن الاتحاد الأوروبي لديه سلسلة واسعة من المبادرات في منطقة الساحل تهدف إلى معالجة الأسباب العميقة لعدم الاستقرار وغياب آفاق تنمية ملموسة للسكان المحليين.
وقالت ديل ريل إن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء هم الشريك الرئيسي لمنطقة الساحل، حيث تظل الملف الأكثر سخونة و أهمية على طاولة الاتحاد الأوروبي بعد الأزمة الأوكرانية.
وكتبت ديل ري: ساهمنا لسنوات في تعزيز القدرات المحلية لمكافحة التطرف العنيف، عبر بعثات تدريبية لصالح جيوش مالي والنيجر، مع أنشطة لصالح قوات الشرطة، وإجراءات لتحسين القدرات الإدارية لحكومات المنطقة، فضلاً عن الدعم المباشر والفوري الذي نقدمه للدول الشريكة لنا للاستجابة للأزمات الإنسانية.
وأوضحت ديل ري أن كل هذه الأمور تأتي بالتزامن مع حوار سياسي مستمر، يركز على المطالبة باحترام حقوق الإنسان في كل الظروف و تعزيز الديناميات الديمقراطية، بالإضافة إلى التركيز على البعد الإقليمي بروح الشراكة والملكية على المستوى المحلي.
وشددت ديل ري على أنها تحافظ على علاقات مستمرة مع جميع ممثلي منطقة الساحل والمنطقة من رؤساء الدول إلى المجتمع المدني.
وفي هذا السياق  أكدت ديل ري على أن الحوار أمر أساسي للشراكة مع دول الساحل، موضحة أن الاتحاد الأوروبي يأتي في صدارة الدول التي تسعى إلى إيجاد الاستجابات الملائمة للمشاكل الأمنية الهائلة في المنطقة.
واعتبرت أن مساعدة أفريقيا بشكل عام ومنطقة الساحل بشكل خاص اليوم تعني اعتماد نهج يسمح بالتخفيف من الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار وتهيئة الظروف للتنمية المستدامة.
وأضافت أن الاستدامة تعد التحدي الحقيقي في هذا القرن، مشيرة إلى الالتزام بالاستجابة لحالات الطوارئ المناخية الدراماتيكية.
وقالت إنه بالنسبة لأوروبا تعد الشراكة مع الحكومات الأفريقية القادرة على التوفيق بين الالتزام بالأمن والمساعدات الإنسانية الفورية وبين البرامج المتوسطة الأجل للتنمية المستدامة، استثماراً، في حال تم التفكير فقط في الإمكانات التي يمكن أن تمثلها سوق شابة ومتنامية مثل السوق الأفريقية من حيث التبادل التجاري.
وذكرت أن الاتحاد الأوروبي لا يتوصل إلى توافق في الآراء بسرعة بشأن بعض القضايا، ولكنه يجد الحلول، مشيرة إلى أن الرد على الارتفاع في أسعار الغاز الناجم عن الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا كان عبر اعتماد آلية للتحكم في الأسعار.
وتابعت أن الاستجابة لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي دفعت الاتحاد الأوروبي إلى تبني أحدث البرامج للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأكدت أن عمل الاتحاد الأوروبي يرتكز على قيم لا يأخذها الآخرون دائماً في الاعتبار مثل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتكافؤ الفرص للجميع ونبذ أشكال التمييز، وهي القيم التي يظهر الأفارقة أنهم يقدرونها عندما ينظرون إلى القارة الأوروبية عند الهجرة.

اشترك في النشرة الإخبارية