الأمن في المتوسط ​​والساحل يتصدران زيارة كروسيتو إلى الجزائر

تصدر التعاون بين إيطاليا والجزائر لضمان الأمن في البحر المتوسط ​​ومنطقة الساحل والقارة الإفريقية زيارة وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو إلى الجزائر.

 وجاءت الزيارة في أعقاب زيارة الأدميرال جوزيبي كافو دراجوني، رئيس أركان الدفاع، في يوليو الماضي، في سياق الزيارات الثنائية المكثفة على أعلى المستويات والتي تشهد على العلاقات الممتازة بين إيطاليا والجزائر.

ومن المتوقع أن يزور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون روما بمناسبة انعقاد منتدى المتوسط ​​المقرر في نوفمبر المقبل.

وصرح كروسيتي خلال الزيارة بأن الوضع في منطقة الساحل لا يمكن حله الا عبر حل مشترك، معبراً عن أمل إيطاليا في عقد طاولة مشاورات مع دول المنطقة لتحديد التدابير المناسبة لمكافحة الإرهاب والأنشطة غير المشروعة عبر الحدود وعدم الاستقرار في المنطقة، وفقاً لما نقله موقع “ديكود 39” الإيطالي.

وأكد كروسيتو أن العلاقة بين إيطاليا والجزائر ولدت منذ عقود وتزايدت في السنوات الأخيرة منذ أن ساعدنا الغاز الجزائري في تعويض النقص في الغاز الروسي، فيما تأتي 39 % من واردات الغاز من الجزائر.

وتحدث عن علاقة سياسية قوية جدًا بين القوات المسلحة في البلدين، مضيفاً: جئنا للحديث عن الأمن في البحر الأبيض المتوسط ​​والأمن في منطقة الساحل و إفريقيا.

وشدد وزير الدفاع الإيطالي على أن الجزائر شريك استراتيجي وذلك بعد ما بذلته من جهود في قضية مهمة مثل قضية الهجرة. وتابع: الجزائر استوعبت ظاهرة الهجرة بطريقة مثالية ولم تساعدها أوروبا أبدا، في حين كانت إيطاليا دائما قريبة.

وأكد كروسيتو على أن الأزمات في منطقة الساحل لا يمكن معالجتها بشكل ثنائي ولكنها تتطلب الحوار والمشاركة مع مختلف البلدان الأفريقية.

ووصف كروسيتو المحادثات مع رئيس الجزائر عبد المجيد تبون بأنها “ودية”، مؤكداً على الصداقة العميقة والتعاون المهم في العديد من القطاعات الاستراتيجية.

وأكد أن الشراكة بين روما والجزائر تتمتع بمركزية ترغب إيطاليا في تعزيزها. كما تعد الجزائر شريك استراتيجي في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​وفي القارة الأفريقية، وقد التزمت إيطاليا معها أيضًا بالحوار في ضوء السيناريو الدولي الراهن وتداعيات التحديات والتهديدات الجديدة وتدفقات الهجرة وإمدادات الطاقة.

كما التقى كروسيتو رئيس أركان الدفاع الجزائري الجنرال سعيد شنقريحة، مشيراً إلى أن الاجتماع جاء في إطار تعزيز التعاون بين إيطاليا والجزائر في موضوعات عدة.

واعتبر كروسيتو أن هذه الشراكة أساسية لأمن البحر الأبيض المتوسط ​​والساحل، مشدداً على الالتزام القوي بمواصلة توسيع التعاون بين البلدين في كافة المجالات كالطاقة والصناعة والدفاع والتدريب.

من جهته، أكد شنقريحة على أن التعاون العسكري مع إيطاليا يعد بالنسبة للجزائر استثنائيا، موضحا أن “الزيارة تندرج في إطار النشاط البناء والمتعدد الأبعاد الذي يهم العلاقات الإيطالية الإيطالية الجزائرية” ويعكس الارادة المشتركة في تعزيز التعاون العسكري والمضي به قدما للاستجابة لتطلعات البلدين.

وشدد شنقريحة على أن الجزائر مستعدة لتعزيز برامج التعاون الثنائي، التي لا تمثل خيارا لكن ضرورة، بسبب عدم الاستقرار في المنطقة، من أجل استعادة السلام في مختلف البلدان التي تعاني من الأزمات ومن أجل واجب مساعدتهم.

جدير بالذكر أن كروسيتو التقى خلال الزيارة بممثلي الجالية الإيطالية في الجزائر في السفارة الإيطالية. كما زار النصب التذكاري لشهداء الجزائر، وهو موقع تذكاري لحرب الاستقلال الجزائرية، حيث وضع إكليلا من الزهور تكريما للجزائريين الذين سقطوا أثناء محاربة الاستعمار.