Home » فوضى الحوثي في البحر الأحمر.. ممر IMEC وتقليص المخاطر
دفاع

فوضى الحوثي في البحر الأحمر.. ممر IMEC وتقليص المخاطر

زعزعة استقرار البحر الأحمر قد يعطي زخما جديدا لمشروع ممر IMEC بحسب ألبرتو ريزي، خبير الاقتصاد الجغرافي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية. على الولايات المتحدة دعوة الحلفاء ومنهم إيطاليا إلى تحمل مسؤولياتهم، فيما تدفع روسيا والصين بخطاب مناهض للغرب...
واتخذت شركات الشحن قرارًا حاسمًا لربط أوروبا بآسيا، مع عدم اتباع الطريق الكلاسيكي عبر البحر الأحمر، لكن عبر الابحار حول أفريقيا.
وبات المسار عبر الممر بين باب المندب وقناة السويس ليس آمنا، لأن جماعة الحوثي تستخدمه في سبيل مصالحها فيما يخص الصراع في غزة.
والحوثي مجموعة معادية للسامية وللغرب ولها صلات بإيران، وهما سببان للفوضى التي اندلعت خاصة بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، والحرب في غزة.
وقالت شركة “إيه بي مولير ميرسك أيه إس” التي تدير ثاني أكبر أسطول حاويات في العالم، في وقت سابق، إنها أصدرت تعليمات لجميع السفن المقرر أن تمر عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلاتها مؤقتًا حتى إشعار آخر.
واستهدفت الصواريخ اليمنية نحو عشرة زوارق، فيما كانت إحداها متجهة إلى إيطاليا، مما يظهر قرب الملف من روما. والأضرار نسبية، لكن المخاطر مرتفعة.
وجاء ذلك مع وجود سفن من قوى أخرى في المنطقة، مثل السفن الصينية التي تشارك في مناورات لمكافحة القرصنة.
من جهتها، ستعلن الولايات المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة بحسب تقارير عن تشكيل قوة عمل خاصة لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.
وقد تدخلت فرنسا، العاملة في المنطقة مع اسقاطها في 10 ديسمبر طائرتين بدون طيار يمنيتين. وهي المهمة التي قامت بها حتى الآن المدمرتان ميسون وكارني، وهما مدمرتان تابعتان للبحرية الأمريكية تعملان في الممر البحري.
وبريطانيا إحدى القوات البحرية الأخرى العاملة على طول البحر الأحمر، وقد وافقت لندن وباريس بالفعل على طلب واشنطن.
بدورها، تفتخر إيطاليا بخبرة عميقة في إدارة الأمن البحري، ولديها أصول موجودة في المنطقة المشاركة في أنشطة مكافحة القرصنة التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي والتي تتحرك في إطار مهمة EuNavFor Atalanta، المنتشرة في نقاط الترابط بين منطقة البحر المتوسط ​​الموسعة ومنطقة المحيط الهادئ.
كما تعمل البحرية الإيطالية مع مهمة إيماسوه لتأمين مضيق هرمز. وتقوم الحكومة الإيطالية بقيادة جورجيا ميلوني بتقييم الالتزام أيضًا من منظور القيمة التي تمثلها هذه الطرق للمصلحة الوطنية الإيطالية.
وتسعى الصين وروسيا للترويج لخطاب مناهض للغرب مضمونه أن زعزعة الاستقرار المستمرة هي خطأ الوجود الغربي الخبيث والدعم المتواصل من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي للغزو الإسرائيلي.
وعلى موسكو وبكين التركيز على إدارة أمن هذه الطرق، لكنهما يتخذان بالتالي موقفاً ذا مصلحة مزدوجة، حيث يهاجمون الغرب بسبب مسؤولياته المزعومة، لكنهم يقررون عدم الانخراط لتجنب الالتزامات والاعتماد على الرد الغربي.
وقد يكون لدى مصر مصالح ضخمة تلوح في الأفق، فيما على دول أخرى خليجية إدارة التأثيرات. جدير بالذكر أن 12% من التجارة العالمية، و10% من النفط، و8% من الغاز الطبيعي المسال يمر عبر الطريق الذي يستغل الممر الطبيعي في وسط وشمال أفريقيا، وفتح قناة السويس. كما يمر عبره 30% من إجمالي حركة سفن الحاويات على مستوى العالم.
وقالت شركة ميرسك في بيان إن الهجمات على السفن التجارية تشكل “تهديدًا كبيرًا” لأطقمها.
من جانبه، قال ألبرتو ريزي، المتخصص في الاقتصاد الجغرافي لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إنه يجب تقديم صورة أوسع نطاقاً تشمل التأثيرات التي يخلفها الجفاف على سلاسل التوريد العالمية من حيث التأخير الخطير في الشحنات عبر قناة بنما.
كما أشار ريزي كذلك إلى المسائل التي لا تزال تتعلق بآسيا نتيجة لتمديد عمليات الإغلاق الصينية، بحسب موقع  “ديكود 39” الإيطالي.
واعتبر الخبير أنه في حال كانت الأضرار الفعلية التي لحقت بالسفن محدودة نسبيًا في الوقت الحالي، فإن الضرر الذي لحق بالتجارة بين أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ كبير. كما يتضح من قرار شركتي ميرسك و هاباج لويد.
وقال إن حركة المرور من قبل مشغلين آخرين مستمر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن انعدام الأمن أدى إلى زيادة تكاليف التأمين بعشرات الآلاف من الدولارات، فيما قررت بعض السفن الإسرائيلية التي استهدفتها الحوثيون، اختيار الطريق الأفريقي لهذا السبب.
ورأى أن باب المندب يشكل البوابة على طول الطريق الرئيسي لحركة المرور التجارية بين أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ. وتابع: نتحدث أيضاً عن مخاطر واسعة النطاق تتعلق بمكونات الصناعة الأوروبية وإمدادات الطاقة.
وقال إن مثل هذا الإطار الأمني ​​المعقد يمكن أن يعطي زخمًا جديدًا لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، حيث إنه من ناحية، أدت الحرب في غزة إلى تعطيل مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل وخطط البنية التحتية ذات الصلة مثل الممر ولكن من ناحية أخرى تظهر الهجمات في البحر الأحمر الحاجة إلى طرق برية تدمج الطرق البحرية الهشة.

اشترك في النشرة الإخبارية