Home » مشاريع أصبحت نماذج.. تعليق جيرو بشأن خطة ماتي حول أفريقيا
سياسة

مشاريع أصبحت نماذج.. تعليق جيرو بشأن خطة ماتي حول أفريقيا

مقابلة مع نائب وزير الخارجية الإيطالي السابق ماريو جيرو يؤكد فيها على ضرورة تحديد برامج تجريبية بين نقل المعرفة والتدريب والشركات الصغيرة والمتوسطة، مرجحاً أن تكون فرصة لازدهار المشاريع الممتازة التي يمكن أن تصبح بعد ذلك نماذج...
اعتبر نائب وزير الخارجية الإيطالي السابق ماريو جيرو أن السفارات والرحلات، بالإضافة إلى البنية التحتية والقروض تعدان أدوات نفوذ لهما وزن محدد كبير في إفريقيا، مشيرًا إلى دور تركيا باللون الأحمر.
وأشار إلى أن الفرصة تتمثل في نقلة نوعية في العلاقات مع أفريقيا، تحمل اسم خطة ماتي “وهي فرصة لجعل مشاريع التميز تزدهر والتي يمكن أن تصبح بعد ذلك نماذج”.
وتحدث جيرو عن الدور الجديد لإيطاليا في ضوء القمة الإيطالية الإفريقية المقرر عقدها في روما نهاية يناير.
وحول إمكانية تأسيس علاقات جديدة بين أوروبا وأفريقيا، سواء في ضوء إطار دولي متزايد التعقيد أو إدارة ظواهر لا تقل تعقيدا مثل تدفقات الهجرة، قال جيرو إنها ضرورة ظلت إيطاليا تبحث عنها منذ نحو عشرين عامًا، دون أن تجد النموذج الصحيح بعد.
وأكد جيرو أنه جرى بذل الكثير من الجهود من أجل الشراكة بشأن قضية الهجرة، ولكن ربما لم يكن ذلك كافيا، وذلك لأن الزعماء الأفارقة لا يرون اهتمامهم بهذا التبادل، مضيفاً أن المال لا يكفي وهناك حاجة إلى شيء أكثر.
وذكر جيرو أن أفريقيا تتغير وتريد أن تقرر بنفسها، كما أنها لاتريد أن تكون ساحة معركة أو ساحة للتأثيرات، بل أن تكون بطلاً. وتابع: لهذا طلبت مكانًا في مجموعة العشرين وحصلت عليه وتريد الحصول على مقعد في مجلس الأمن، لكنه سيكون صعباً جداً، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وبسؤالة عن كيفية إدراج خطة ماتي في هذا السياق خلال الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع، قال جيرو إن الأمر يتعلق بمحاولة إيطاليا لتخيل موقف أكثر مساواة.
ورأى جيرو أن القمة الإيطالية الإفريقية المقرر انعقادها في نهاية شهر يناير قد تشكل بداية جديدة، معبراً عن الأمل في الاهتمام المتجدد بعلاقة بناءة، كما قالت رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، ما يعني بطريقة ما محاولة إجراء تبادل مربح للجانبين.
وتابع: تحديد ما يهتم به الأفارقة. والشيء الذي يثير اهتمامهم أكثر من أي شيء آخر، إذا نظرنا إلى إيطاليا، هو امتلاك المعرفة اللازمة لتطوير نظام التصنيع والتحول الصناعي في الداخل، بدءاً من المواد الخام التي تمتلكها أفريقيا بوفرة، سواء الزراعية أو المعدنية.
وأشار إلى وجود العديد من الأدوات، مضيفاً: هناك حاجة لأوروبا لأن إيطاليا ليست كافية.. سيكون من الضروري تحديد المشاريع الرائدة الخاصة بنقل المعرفة والتدريب والشركات الصغيرة والمتوسطة. واعتبر أن هذه فرصة للسماح للمشاريع الممتازة بالازدهار والتي يمكن أن تصبح بعد ذلك نماذج.
وبسؤاله عن مدى تسبب الاستعمار في مضاعفة عدم المساواة و الصراعات، قال جيرو إن الاستعمار كان بالتأكيد علاقة أبوية، في أسوأ جوانبه على الأقل، وبحسب المؤرخين أسفرت عن العديد من المشكلات، والتي يمكن رؤيتها اليوم وهي تظهر.
وقال إن أوروبا قدمت العديد من المساهمات إلى أفريقيا، ولكن يوجد جرح يحتاج إلى العلاج، في إدراك أن الاستعمار ليس الحل لكل الشرور، لأن آسيا كانت أيضاً مستعمرة، ورغم ذلك تطورت.
وفيما يخص ترك المجال مفتوحاً أمام محاورين مثل الصين وروسيا، قال جيرو إنه من وجهة نظر اقتصادية، كانت المساهمة الصينية، منذ عام 2000، أساسية لإعادة إطلاق القارة لأن الغرب بشكل عام أجرى حسابات متسرعة للغاية فيما يخص التكاليف والفوائد.
وذكر أنه بعد عشرين عامًا، تغيرت الأمور مرة أخرى، حيث قدم الصينيون أيضًا العديد من القروض التي أصبح من الصعب الآن استردادها. وأشار جيرو إلى نشوء صراع بين الأفارقة الصينيين بعد ذلك، موضحاً أن أفريقيا أصبحت مرة أخرى ساحة للتنافس.

اشترك في النشرة الإخبارية