بيانتيدوسي أكد أن القمة الإيطالية الأفريقية شددت على أن الحوار بين ضفتي المتوسط يعد ركيزة ضرورية بالنسبة لروما...
يجري وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي برفقة نائب وزير الشؤون الخارجية إدموندو تشيريلي، اليوم، زيارة عمل إلى الجزائر، وذلك في إطار الاتفاقيات المبرمة بين إيطاليا والجزائر بشأن التعاون في مجال الأمن، مع التركيز بشكل خاص على التعاون الشرطي، فضلاً عن ملف المهاجرين و عدم الاستقرار في منطقة الساحل.
ويلتقي وزير الداخلية، نظيره الجزائري ابراهيم مراد، فيما قالت مصادر دبلوماسية إن بيانتدوسي سيلتقي رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، مشددة على الأهمية التي توليها الجزائر لهذا التعاون الخاص.
وتشعر الجزائر بقلق شديد بشأن عدم الاستقرار في منطقة الساحل وخاصة في مالي، حيث قرر المجلس العسكري الحاكم إنهاء اتفاق الجزائر للسلام الموقع عام 2015.
وأكد بيانتيدوسي، في كلمته بمناسبة القمة الإيطالية الأفريقية التي عقدت في روما، الاثنين، أن الحوار بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط يعد ركيزة ضرورية بالنسبة لإيطاليا، وفقاً لما نقله موقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأضاف: ندرك تمامًا أن ضغط الهجرة الذي تواجهه إيطاليا يشبه الضغط الذي تواجهه العديد من الدول في المنطقة الأفريقية، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل معًا لاستكشاف نماذج جديدة للشراكة الاستراتيجية.
كما أشار بيانتيدوسي إلى الحاجة إلى دوائر تمنع المتاجرين بالبشر من إدارة التدفقات، ولكنها تسمح بإنشاء مسارات هجرة قانونية وآمنة.
ولاتزال الجزائر هامشية في مسارات تدفقات الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر التي تصل إلى إيطاليا، فيما وصل أكثر من 500 شخص إلى الشواطئ الإيطالية بشكل غير منتظم في عام 2023، مقارنة بـ 1273 في العام السابق.
ويعتبر المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين الذين وصلوا إلى سردينيا، إيطاليا نقطة عبور وليست وجهة نهائية.
وبحسب إحصائيات القنصليات الجزائرية، ترغب الغالبية العظمى من الجزائريين في الوصول إلى أقارب أو أصدقاء يقيمون في فرنسا أو إسبانيا، حيث يعيش 2.5 مليون و250 ألف جزائري في البلدين على التوالي.
جدير بالذكر أن عدد الجالية الجزائرية في إيطاليا يبلغ نحو 30 ألف، يتركزون بشكل رئيسي في كامبانيا ولومبارديا، فيما يوجد 18 جزائريا فقط في مراكز الاحتجاز من أجل إعادتهم إلى وطنهم، بحسب إحصائيات شهر يناير الصادرة عن الشرطة الإيطالية.
من جهتها، قد تلعب الجزائر دوراً حاسماً في إبطاء تدفقات الهجرة التي تصل إلى إيطاليا عبر تونس، وهي أول دولة انطلاق للمهاجرين بنسبة حوالي 97 ألفاً يبحرون من شمال إفريقيا ويصلون إلى سواحل صقلية في عام 2023.
كان وزير الداخلية التونسي كمال الفقي أجرى زيارة إلى الجزائر للمشاركة في الدورة الأولى لاجتماع اللجنة المختلطة لتنمية المناطق الحدودية بين الجزائر وتونس، بمشاركة رؤساء المناطق المعنية.
وأكد على ضرورة ضمان استراتيجية تنموية فعالة لتأمين المناطق الحدودية وحمايتها من التحديات الأمنية الجديدة، ومنها الهجرة غير الشرعية.