كروسيتو يتحدث عن أنشطة إيطاليا في مهمة باسبيدس بهدف عدم فقدان النفوذ والمصالح والأمن القومي، بينما تستغل الصين وروسيا العمل السام الذي زعزع به الحوثيون استقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط الهندية..
اعتبر وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو خلال جلسة الاستماع في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الإيطالي، أمس، أن البحر الأحمر في الوقت الحالي يعد مسرح لشيء “ليس بعد مسرح حرب، ولكنه يشبهه”، في ظل أنشطة الحوثيين والحرب الهجينة، مع تشجيع مرور السفن الروسية والصينية.
وقال كروسيتو إن هذا الأمر يخلق خللاً في التوازن التنافسي سينعكس على إيطاليا وعلى اقتصاداها كما أنها إحدى أكثر الأدوات فعالية التي تسعى موسكو وبكين من خلالها إلى تحقيق هدف السيطرة بشكل غير عادل على المنافسة الدولية وكسب مجالات نفوذ جديدة مع جعل المقارنة مع الغرب غير مستدامة، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأوضح أن هذا الأمر نتيجة زعزعة استقرار الطرق الهندية المتوسطية ما يؤثر على أوروبا وخاصة بلدان الشاطئ الجنوبي مثل إيطاليا، بسبب ما اعتبره “تهميش البحر الأبيض المتوسط”.
وشدد كروسيتو على ضرورة العمل بشكل فوري وفعال لاحترام القانون الدولي وحرية عبور البضائع، فيما سيبدأ الاتحاد الأوروبى مهمة “باسبيدس” في 19 فبراير.
وأكد مسؤول السياسة الخارجية و الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الأمن البحري في البحر الأحمر تدهور بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، مضيفاً: نعمل على تطوير عمل عملية بحرية جديدة بشكل كبير من أجل التصرف بطريقة دفاعية لحماية السفن التجارية.
وتعمل وزارة الدفاع الإيطالية مع المساهمة بالأصول البحرية على تقييم إمكانية تزويد الأصول الجوية بقدرات المراقبة وجمع البيانات. وقال كروسيتو إنه فيما أعربت إيطاليا وفرنسا واليونان عن جاهزيتها بخصوص المهمة، فإنه ينبغي اختيار قاعدة لاريسا، التي تعد أيضًا موطنًا لقيادة حلف الناتو على الأراضي اليونانية.
وقد تتولى إيطاليا دور نائب القائد في البحر، مع تولي فرنسا التوجيه التشغيلي للأصول، في تناوب مماثل للمتبع في البعثات الأخرى من أجل عدم زيادة العبء اللوجستي على قواعد دولة واحدة.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في 13 فبراير، وبعد ستة أيام يجب أن تبدأ العمليات، مع تمسك إيطاليا وفرنسا وألمانيا بشأن تسريع الخطوات، وانضمام بلجيكا والدنمارك وهولندا والبرتغال والنرويج، ومن الواضح أن اليونان انضمت فيما لا ترغب إسبانيا في الانخراط.
وفضلاً عن الصعوبات الفنية المرتبطة بهجمات الحوثيين والتي ستتمكن السفن الأوروبية من الدفاع عن نفسها ضدها، ولكن من دون الرد سيكون هناك جانب سياسي معقد.
كان نائب وزير الخارجية الصيني دنج لي التقى وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية باليمن منصور بجاش في بكين حيث جرى الحديث عن وحدة اليمن وسيادته والوضع في البحر الأحمر. وتمتلك الصين قاعدة في جيبوتي، لكنها تظل غير رسمية.
ويستضيف البحر الأحمر شبكة من كابلات الاتصالات البحرية الحيوية التي تربط أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، حيث تحمل هذه الكابلات المعاملات المالية والمكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني وخدمات البث والبيانات بمختلف أنواعها على المستوى العالمي، فيما تمر الاتصالات بين أفريقيا وأوروبا وآسيا عبر تلك المنطقة.
وشبكة كابلات الاتصالات تحت البحر قد تمثل هدفًا مثاليًا للهجوم الحوثي القادم، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان اليمنيون قد اكتسبوا قدرات تشغيلية.
من جهته، قال ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات، إن هذا التطور خطير، ويدفع الحوثيين إلى مستويات أعلى بكثير من المخاطر، مع المزيد من الأهداف القيمة و الاضرار بالمصالح الدولية.
وأضاف المذحجي، في تصريحات لموقع “ديكود 39” الإيطالي، أن هذا يمكن أن يضع الدول تحت مزيد من الضغوط، مما يدفعها إلى تغيير استجابتها من ردود فعل تكتيكية محدودة إلى موقف استراتيجي أوسع في إدارة مخاطر الحوثيين، مثل حملة عسكرية موسعة أو تشكيل تحالف مع الأطراف اليمنية لابعاد الحوثيين عن السواحل اليمنية.
بدوره، اعتبر الصحفي اليمني محمد الحذيفي، أنه لا شيء مستبعد أو مستحيل بالنسبة للجماعات التي لا تتحمل المسؤولية، الأمر الذي يجعل هذا النوع من الهجوم احتمالا ملموسا.
وقال الحذيفي إن الميليشيات، كغيرها من الجماعات التابعة لإيران، غير ملتزمة بالقوانين أو المعاهدات أو الاتفاقيات الدولية، الأمر الذي يعرض مصالح اليمن وسكانه للخطر، وكذلك المصالح الإقليمية والعالمية، من خلال استهداف الملاحة الدولية والسفن في البحر الأحمر بذرائع غير منطقية، فيما لم يستبعد استهداف الكابلات البحرية الحيوية في البحر الأحمر.