عام 2023 يؤكد مركزية القارة لحماية المصالح الإستراتيجية الإيطالية، كما جاء في الوثيقة التي تسبق اللجنة التي ينبغي تسليمها في مايو، لكن ضعف المؤسسات والصراعات يفتح المجال أمام روسيا والصين...
وشهد العام الماضي بالنسبة لإفريقيا ثمانية انقلابات منذ 2020، ما أكد مركزية القارة باعتبارها سيناريو ذا أهمية ومنطقة إسقاط مميزة لحماية المصالح الاستراتيجية الإيطالية، خصوصاً مع الإشارة إلى سياقات المغرب والساحل والقرن الأفريقي.
وجاء ذلك في التقرير السنوي لعام 2023 عن سياسة أمن المعلومات، الذي نشره وعرضه نظام المعلومات الأمنية للجمهورية الإيطالية.
وهذه الوثيقة تتنبأ بالتقرير المقدم إلى البرلمان المخصص لأفريقيا والذي من المقرر أن تقدمه اللجنة البرلمانية لأمن إيطاليا (كوباسير)، برئاسة لورنزو جويريني (الحزب الديمقراطي)، إلى البرلمان في شهر مايو، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتعاني القارة من قضايا حاسمة مثل تدفقات الهجرة غير الشرعية والإرهاب الجهادي وأمن الطرق البحرية. لكن هناك فرص مثل تنويع إمدادات الطاقة، وفرص التعاون الاقتصادي، والحاجة إلى تحقيق الاستقرار في ربع البحر الأبيض المتوسط الأمر الذي بحاجة إلى صياغة استراتيجيات مفتوحة للتعاون متعدد الأطراف ومع شركاء أوروبيين ودوليين، لتعزيز التعاون مع دول القارة الإفريقية، ومن بينها خطة ماتي التي ستقدمها رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني في الأشهر المقبلة.
وقدمت المخابرات افتراضين هما اندلاع أزمة غزة واستمرار الصراع الأوكراني ما أدى إلى تسارع الديناميكيات التنافسية، الداخلية والخارجية بطبيعتها، والتي جعلت هياكل الدولة أكثر هشاشة.
والافتراض الثاني هو السيناريو الأفريقي الذي يبدو معقداً بشكل خاص، وذلك أيضاً بسبب الوجود المتزايد، بما في ذلك الوجود العسكري، للجهات الفاعلة من خارج المنطقة.
وأدى ضعف الهياكل المؤسسية واستئناف الصراع بين الفصائل والجماعات العرقية لوجود أكثر وضوحا في تلك الأراضي للجهات الفاعلة العالمية مثل روسيا والصين، التي تركز على “تحويل” أفريقيا إلى “ميدان المنافسة الجيوسياسية مع الغرب” مما يجعل “الإدارة المتعددة الأطراف للأزمات مشكلة”.
وقال التقرير إن موسكو تحافظ على نفوذها من خلال تصدير الأسلحة والعمل المنتشر للشركات العسكرية الخاصة من أجل ممارسة الضغط على الجبهة الجنوبية للحلف الأطلسي وتقويض المصالح الأوروبية والغربية.
وأشار إلى أن بكين لديها “بصمة ملحوظة بالفعل على الاقتصادات الأفريقية” و”يمكنها الآن أن تتطلع إلى لعب دور أكبر أيضًا في قضايا السلام والأمن في القارة”.
وذكر التقرير أنه على صعيد الوجود العسكري والأمني، فإن روسيا متواجدة في 6 دول و الصين في 15 ولكن بالنظر إلى الاستثمارات، نجد أن روسيا حاضرة في ثماني دول ومن بين هذه الدول الثمانية هناك أيضًا الصين، التي تمتلك في المجمل موطئ قدم في 38 دولة من أصل 54 دولة في القارة.
وقال التقرير إن جنوب أفريقيا هي الدولة التي لديها أكبر عدد من المشروعات الروسية والصينية، وإن مصر هي الدولة التي لديها أعلى قيمة إجمالية للمشروعات الاستثمارية الروسية والصينية.