المدمرة الإيطالية كايو دويليو تطلق النار دفاعا عن النفس بعد أن تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة تابعة للحوثيين.. مهمة البحر الأحمر تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لإيطاليا، لكن روما تعتزم لعب دور مركزي في الأمن الجماعي..
واعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن ما يحدث في البحر الأحمر “يظهر مدى حاجتنا إلى التركيز على ربع أساسي لمصالحنا”، لأن “15% من التجارة العالمية تمر من هناك: وفي غياب هذا الطريق، الذي يمر عبر رأس الرجاء الصالح، فإننا نخاطر بحدوث زيادة في أسعار المنتجات”.
وجاءت تصريحات ميلوني من كندا في إطار جولتها في أمريكا الشمالية كزعيمة سنوية لمجموعة السبع حول موضوع : إيطاليا تطلق النار مرة أخرى.
وأسقط مدفع كايو دويليو عيار 76 ملم يوم السبت طائرة بدون طيار في البحر الأحمر، وهي إحدى الطائرات الإيرانية الصنع التي تستخدمها ميليشيا الحوثي اليمنية منذ أشهر لاستهداف حركة المرور التجارية بين أوروبا وآسيا.
وتركز إيطاليا، بصفتها زعيمة مجموعة السبع، على مسألة “الاتصال”، حيث تتعلق بالسياسة الدولية وأمن المجتمع كما ظهر بالفعل في الاجتماع الوزاري حول النقل ومن المتوقع عقد اجتماع للمجموعة في ميلانو في أبريل لمعالجة مسألة العلاقات الأوروبية الآسيوية التي وضعها الحوثيون في أزمة.
من جهته، قال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، في بيان، إن الهجمات الإرهابية التي نفذها الحوثيون تشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وهجوم على سلامة حركة المرور البحرية التي يعتمد عليها اقتصاديا، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأكد أن هذه الهجمات هي جزء من حرب هجينة، تستخدم كل الإمكانيات، وليس العسكرية فقط، لإلحاق الضرر ببعض البلدان وتسهيل أمور أخرى.
وبحسب المعلومات الصادرة عن وزارة الدفاع، أظهر تحليل مسار الطائرة اليمنية بدون طيار أنها تتجه نحو مدمرة الصواريخ الإيطالية.
وتتجه إيطاليا نحو انتقال برلماني نهائي لمنح تفويض فعال للقوات التي وعدت بها روما لمهمة “أسبيدس” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في 19 فبراير لحماية الأمن الجماعي على طول تلك الطرق.
وتنطلق المناقشة في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، فيما عهدت بروكسل بدور قائد القوة إلى إيطاليا، وسيتعين على كايو دويليو إدارة مسرح العمليات.
كما سيصرح البرلمان أيضًا للقيادة الإيطالية لمهمة “أتالانتا”، لمكافحة القرصنة في غرب المحيط الهندي، ولقوة المهام المشتركة 153، وهي فرقة العمل التابعة للقوات البحرية المشتركة – وهي قوات متعددة الجنسيات تنشط دائمًا في نفس المناطق التي تنسب إليها عملية “حارس الازدهار”، وهي عملية بقيادة أميركية ضمن طرق الدفاع ضد هجمات الحوثيين.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات اتحاد الزراعيين الإيطاليين (كولديريتي) أن قناة السويس يمر عبرها 16% من زيت الزيتون، و15% من المنتجات المشتقة من معالجة الحبوب، و14% من الطماطم المصنعة من صادرات الأغذية الزراعية الإيطالية، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 6 مليارات يورو، وهو ما معرض للخطر في ضوء التوغلات الإرهابية الحوثية ضد السفن.
وجاء تحليل البيانات حول تأثيرات التصعيد بعد هجوم الطائرات بدون طيار على المدمرة الإيطالية دويلو.
وكشفت البيانات أن المنتجات الغذائية الزراعية التي تغادر إيطاليا أو تصل إلى إيطاليا عبر السويس هي في الأساس تلك المتجهة أو القادمة من آسيا وأوقيانوسيا، ويتم نقلها كلها تقريبًا عن طريق البحر.
وإلى جانب الزيت والحبوب ومعجون الطماطم، هناك أيضا التبغ (33 في المائة من إجمالي الصادرات) والأعلاف (40 في المائة)، ولكن حصة كبيرة تمثلها الفواكه والخضروات، وهي أيضا الأكثر تعرضا لآثار الوضع البحري.