في مقر مركز الدراسات المتقدمة للدفاع جرى مناقشة الديناميكيات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط الموسعة من وجهات نظر وطنية وأوروبية وأطلسية من أجل استجابة فعالة...
نظمت مؤسسة ميد أور الإيطالية ومركز دراسات الدفاع المتقدمة، فعاليات تحت عنوان “إيطاليا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي ومستقبل البحر الأبيض المتوسط” استضافتها مقر المركز أمس.
وناقشت الفعاليات دور إيطاليا في البحر الأبيض المتوسط و الدور الذي تلعبه إيطاليا في الحوض الذي أصبح مضطرباً على نحو متزايد، سواء باعتبارها دولة فاعلة في حد ذاتها أو باعتبارها عضواً في أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وشارك في الفعاليات رئيس المركز الأدميرال جاتشينتو أوتافياني وأدارتها الصحفية مونيكا ماجيوني، ورئيس مؤسسة ميد أور ماركو مينيتي، والممثل الدائم لإيطاليا لدى حلف شمال الأطلسي ماركو بيروناتشي، وسفير الولايات المتحدة لدى إيطاليا جاك ماركيل ورئيس أركان الدفاع الأدميرال جوزيبي كافو دراجوني ووزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو.
من جهته قال مينيتي، خلال كلمته: كان يُعتقد أن المنافسات الكبرى على هذا الكوكب تتم في بحار أخرى، من المحيط الهادئ إلى المحيط الهندي، ولكن بدلاً من ذلك يجب أن نتعلم أن البحر الأبيض المتوسط سيكون على نحو متزايد مركزياً لتوازن الكوكب.
واعتبر مينيتي أن هناك خيط مشترك بين الحرب في أوكرانيا وحوض البحر الأبيض المتوسط والصراع في الشرق الأوسط، في مؤشرات على وجود أزمة في النظام العالمي.
وأضاف مينيتي: في حال أردنا بناء طريق السلام في أوكرانيا كما هو الحال في الشرق الأوسط، فمن الطبيعي أن نفكر في إعادة بناء نظام عالمي جديد. وللقيام بذلك لا يسعنا إلا أن نتخيل تورط نصف الكرة الجنوبي.
وأشار إلى أن إيطاليا تمثل نقطة اتصال بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا بأكملها، مشيداً بالدور الرائد الذي لعبته روما في مهمة أسبيدس في البحر الأحمر، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي فعل الأفضل مع إطلاق هذه المهمة، وفقاً لموقع “ديكود39” الإيطالي.
وشدد بيروناتشي على ضرورة أن تتبع إيطاليا وأوروبا نهج للدفاع عن طرق التجارة في البحر الأحمر وكذلك البنى التحتية الاستراتيجية، وخاصة الكابلات البحرية، التي يجب إيلاء أقصى قدر من الاهتمام لها، خاصة في سياق الحرب الهجينة.
من جهته، أكد السفير ماركيل على دور البحر الأبيض المتوسط في “ربط العالم”، مشيراً إلى أنه يمثل الأولوية الأولى للسياسة الخارجية الإيطالية، ليس فقط كدولة فاعلة ولكن كجزء من التحالف الأطلسي، مع الالتزام بأمن البحر الأبيض المتوسط وأوروبا.
وأكد أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيطاليا باتت أقوى اليوم من أي وقت مضى، بسبب الشراكة الأمنية موجهاً الشكر إلى روما على “دعمها الثابت”.
بدوره، تطرق دراجوني في حديثه إلى تهديدات المتوسط و ضرورة منع تحوله إلى منطقة حرب هجينة، معرباً عن القلق بشأن “قوس الأزمات المقلق الذي يحيط بأوروبا”.
وشدد على ضرورة منع الديناميكيات الخطيرة من التجسد في الأسلحة الهجينة التي تستهدف إيطاليا وأوروبا مع التركيز بشكل خاص على المعلومات المضللة، التي أصبحت خطيرة بشكل متزايد بسبب التقنيات الجديدة، والتي تشكل تهديدًا يتطور في إطار منظم من خلال العديد من المراكز الإستراتيجية والتدفقات المالية ذات الصلة.
وقال إن البحر اتخذ بعدا عابرا للحدود الوطنية، وهذا يتطلب عملا مشتركا من جانب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”الناتو”.
من جانبه، قال وزير الدفاع جويدو كروسيتو إن العامان المقبلان الأكثر هما قتامة منذ فترة ما بعد الحرب، مضيفاً: لم تكن هناك مثل هذه الفوضى الكبيرة في النظام العالمي.
وأضاف كروسيتو: في العقود الأخيرة شهدنا عالمًا مختلفًا عن العالم الذي نعيشه اليوم، مشيراً إلى أنه ليس من الممكن ضمان السلامة بنفس القواعد والمواعيد النهائية كما كانت قبل خمس سنوات: لقد تغير العالم.
وأكد الوزير على أن الدفاع له تأثير كامل على حياتنا، وأنه نظرا لأهميته الحاسمة ينبغي استثناءه من النقاش السياسي، مضيفاً: “هناك عمل يجب القيام به على المستوى الوطني، حتى لو كان ذا طابع ثقافي، يجب توضيحه وأن الاستثمار في الدفاع هو استثمار في الأمن.
ودعا لفتح حلف شمال الأطلسي أمام شركاء جدد، مضيفاً أن القيمة العددية مهمة وأحد أهداف الناتو هو ألا يُنظر إليه على أنه شيء يتعارض مع كل شيء ليس حلف شمال الأطلسي، ليس فقط في أفريقيا ولكن أيضًا في الهند أو في أمريكا اللاتينية.