تشيزا يقول إن أمن البحر المتوسط هو موضوع يوحد الأطراف و يشكل قيمة استراتيجية خاصة...
يستضيف الوفد الإيطالي لدى الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، برئاسة لورينزو تشيزا، اليوم وغدًا، في قاعة المجموعة بالغرفة، اجتماع المجموعة الخاصة للبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط التابعة للجمعية.
والاجتماع منتدى يشارك فيه برلمانيي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والأعضاء المنتسبين لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والشركاء الإقليميين، من البلدان المراقبة البرلمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى المشاركين في مبادرة اسطنبول للتعاون، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتشارك وفود من الجزائر والبحرين وغانا والعراق وإسرائيل والمغرب وقطر في روما. وانطلقت الجلسة الافتتاحية للأعمال، اليوم، حيث تخصص الجلسة الأولى للجوار الجنوبي لحلف الناتو، والتي افتتحها وزير الخارجية والتعاون الدولي أنطونيو تاياني ورئيس أركان الدفاع الأدميرال جوزيبي كافو دراجوني، الذي تم تعيينه الرئيس الرابع والثلاثين للجنة العسكرية لحلف الناتو اعتبارًا من يناير 2025.
ويتطرق وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو لمسألة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في الجناح الجنوبي، فضلاً عن دور الجهات الفاعلة مثل إيران ودول الخليج في ديناميات المنطقة، و النفوذ الروسي والصيني.
من جهته، يفتتح رئيس البرلمان، لورينزو فونتانا، صباح غدا، أعمال اليوم الثاني من الندوة، المخصصة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة، بما في ذلك الهجرة والطاقة والأمن الغذائي وتغير المناخ ثم يليها كلمة وزير البيئة وأمن الطاقة جيلبرتو بيتكيتو فراتين.
ويتكون الوفد الإيطالي لدى الجمعية البرلمانية لحلف الناتو من 18 برلمانيًا: 9 نواب و9 أعضاء في مجلس الشيوخ.
من جهته، افتتح لورينزو تشيزا، بصفته رئيس الوفد الإيطالي لدى الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، اجتماع المجموعة الخاصة للبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط التابعة للجمعية في قاعة المجموعة بالبرلمان، مؤكداً أن أمن البحر الأبيض المتوسط هو موضوع يوحد الأطراف.
وأكد تشيزا أن الناتو تحالف عسكري، ولكن تم إنشاؤه أولاً للحفاظ على السلام من خلال الردع. وأضاف: بعد حربين عالميتين و60 مليون حالة وفاة، ما زلنا اليوم هنا لتعزيز السلام ومكافحة المعلومات المضللة ودعم المجتمع الدولي.
وأشار إلى الأهمية التي يوليها لحوض البحر الأبيض المتوسط، من أجل الدفاع عن أمنه على المستوى الاجتماعي والعسكري والسياسي والاقتصادي أيضًا.
وأكد النائب أن البحر الأبيض المتوسط يشكل “قيمة استراتيجية خاصة”، مشيراً إلى أنه “في عام 1994 تم إطلاق الحوار من أجل البحر الأبيض المتوسط مع مصر وإسرائيل والأردن والمغرب وتونس وموريتانيا، و في عام 2004، أطلق الناتو مبادرة اسطنبول للتعاون، لتعزيز الأمن بين الناتو، فيما تشارك البحرين والكويت وقطر والإمارات وعمان و السعودية في أحداث محددة.
من جهتها، قالت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، بينا بيتشيرنو، خلال اجتماع المجموعة، إن “الأمن الأوروبي الأطلسي لا يمكن معالجته حصريا من قبل الناتو”، مشددة على أن “هناك حاجة إلى التزام يمر أيضا عبر الاتحاد الأوروبي، الذي يجب أن يكون أكثر شجاعة.
وشددت على الحاجة إلى رؤية تتجاوز الرؤى الجيوسياسية وتشمل جميع أبعاد هذه المنطقة، مشيرة إلى أن التعاون القوي بين حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بات أمراً ضرورياً أكثر من أي وقت مضى.
بدوره، صرح رئيس أركان الدفاع الإيطالي الأدميرال جوزيبي كافو دراجوني، خلال اجتماع المجموعة، بأن “الصين وروسيا وإيران، على خلفية الديناميكيات المتوطنة، لا تهدد مصالحنا الأمنية والاقتصادية فحسب”، موضحًا أن “تزايد عدم اليقين العالمي والتهديدات السيبرانية الهجينة المتطورة والمدمرة بشكل متزايد تضع قدرات الردع لدى الناتو على المحك”.
واعتبر دراجوني أن أنشطة الصين وروسيا جنوب البحر الأبيض المتوسط وفي القارة الأفريقية تهدف إلى تقويض تماسك العالم الليبرالي، وتوليد عدم الاستقرار وإثارة الأزمات.
وعبر عن القناعة بأن البحث عن مزيد من التنسيق مع الاتحاد الأوروبي سيكون قادرًا على المساعدة في التغلب على حالة عدم الثقة التي يُنظر بها أحيانًا إلى نهج التحالف تجاه الجنوب”، مشيراً إلى أن حلف شمال الأطلسي وأوروبا “يواجهان التحديات الأكثر تعقيدا منذ الحرب الباردة”.