التوقيع على ثلاثة إعلانات نوايا بين إيطاليا وليبيا بشأن التعاون الجامعي والبحث والصحة والرياضة..
وصلت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، اليوم، برفقة وزيرة الجامعات والبحث آنا ماريا بيرنيني ووزير الصحة أورازيو سكيلاتشي ووزير الرياضة والشباب أندريا أبودي إلى مطار معيتيقة في طرابلس بليبيا، وكان في استقبالها القائم بأعمال وزير الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية الطاهر الباعور وسفير إيطاليا لدى ليبيا جيانلوكا البريني.
وفي طرابلس، تلتقي ميلوني برئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.
وجرى التوقيع اليوم في طرابلس على ثلاثة إعلانات نوايا بين إيطاليا وليبيا بشأن التعاون الجامعي والبحث والصحة والرياضة والشباب في إطار خطة ماتي لأفريقيا.
ووقع الاتفاقيات وزيرة الجامعات والبحث آنا ماريا بيرنيني، ووزير الصحة الإيطالي، ووزير الرياضة والشباب أندريا أبودي، مع نظرائهم من حكومة الوحدة الوطنية بحضور ميلوني، والدبيبة.
وفي إطار الجهود الإيطالية، تم علاج الأطفال الليبيين المصابين بأمراض خطيرة وسيعالجون في إيطاليا من أمراض خطيرة للغاية، ومكنت مبادرة بقيمة 3.2 مليون يورو من دعم ثلاثة مستشفيات للأطفال في ليبيا مع تخصيص 3 ملايين يورو للأنشطة التدريبية الموجهة للموظفين الليبيين بهدف تحقيق الاستدامة على المدى المتوسط.
ويهدف إعلان النوايا إلى تعزيز التعاون و الوصول بشكل أكبر إلى العلاجات غير المؤجلة في إيطاليا، وخاصة للمرضى الأطفال، من خلال تنظيم بعثات طبية في ليبيا وزيادة عروض التدريب في إيطاليا و ليبيا، والتي تستهدف العاملين في مجال الصحة الليبيين.
جدير بالذكر أن آخر زيارة لرئيسة الوزراء إلى ليبيا كانت في 28 يناير 2023، في واحدة من أولى زياراتها المؤسسية إلى الخارج، مما يؤكد مكانة ليبيا بالنسبة لإيطاليا، فيما زار الدبيبة روما يومي 7 و 8 يونيو، بينما التقى حفتر بميلوني في قصر كيجي في 3 مايو.
ويناقش الجانبان في طرابلس سبل دعم العملية السياسية في ليبيا والتحضير للانتخابات المقبلة، فضلا عن التعاون في مجالات الطاقة والهجرة غير النظامية وغيرها من القطاعات الحيوية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتأتي زيارة ميلوني بعد استقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، الأمر الذي أثار الجدل من جديد حول الانتخابات و الأزمة السياسية الخطيرة.
ويتم إدارة الوضع في ليبيا عبر تحالفين سياسيين عسكريين متنافسين هما حكومة الوحدة في طرابلس برئاسة الدبيبة، والتي تم تنصيبها من خلال عملية تقودها الأمم المتحدة، بالإضافة لحكومة الاستقرار الوطني بقيادة أسامة حماد ومقرها في بنغازي.
كان المبعوث الأممي أطلق في 27 فبراير 2023، خطة لصياغة التعديلات الدستورية والقوانين الانتخابية اللازمة لإجراء انتخابات حرة وشاملة لكنها فشلت واستقال باتيلي في 16 أبريل.
وفي إطار خطة ماتي، يعد التعاون الثنائي في التعليم العالي والبحث العلمي عناصر استراتيجية في خلق التنمية المستدامة في الدول الشريكة.
ويشمل التعاون بين إيطاليا و ليبيا برامج مثل إيراسموس وأنشطة البحث المشتركة في القطاعات الرئيسية للدولتين مثل الطاقة المتجددة، والأغذية الزراعية، والاقتصاد الأزرق، و التراث الثقافي، وهو القطاع الأخير الذي لعبت فيه إيطاليا تقليديًا دورًا رائدًا في ليبيا.
وتعتبر حكومة ميلوني ليبيا شريكًا حاسمًا في إطار عملية روما التي تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية لحركات الهجرة. وستكون الاجتماعات أيضًا فرصة لميلوني لتأكيد التزام إيطاليا باستقرار ليبيا، وكذلك من خلال دعم جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة والتي يجب أن تؤدي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وتعكف ميلوني على تعزيز الحوار بين الاتحاد الأوروبي وليبيا، في إطار الجهود الأوسع التي تبذلها الحكومة من أجل نموذج جديد في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وشمال أفريقيا.
وبعد الاجتماعات في طرابلس، تزور ميلوني بنغازي حيث تلتقي المشير حفتر، في وقت تحرص إيطاليا على التواجد في جميع أنحاء ليبيا، والعمل مع جميع الجهات الليبية المختلفة.
جدير بالذكر أن إيطاليا لديها قنصلية عامة في بنغازي، التي أعيد افتتاحها في عام 2021 (أول قنصلية يُعاد فتحها بعد وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020).
بدورها، ستؤكد ميلوني للمشير حفتر أهمية دفع العملية السياسية والحفاظ على وحدة المؤسسات الليبية والعمل على إنهاء وجود القوات الأجنبية على الأراضي الليبية.
بالإضافة لذلك، تناقش ميلوني مع حفتر إعادة إعمار مدينة درنة التي ضربها فيضان مدمر في سبتمبر 2023، مع التزام إيطاليا الفوري، من خلال القوات المسلحة والحماية المدنية والمساعدات الإنسانية، والتأكيد على إمكانية تقديم عالم الأعمال الإيطالي عروض في هذا الشأن.