Home » هكذا يمكن للإمارات والاتحاد الأوروبي أن يتعاونا في أفريقيا.. تحليل بروكوبيو
سياسة

هكذا يمكن للإمارات والاتحاد الأوروبي أن يتعاونا في أفريقيا.. تحليل بروكوبيو

خبيرة المجلس الأوروبي ترى أن أفريقيا تلعب دورًا حاسمًا بشكل متزايد في تحديد الحوكمة العالمية، ولهذا يمكن أن يكون التعاون مع الإمارات بمثابة ناقل للاتحاد الأوروبي وخطة ماتي...
اعتبرت مادالينا بروكوبيو، الزميلة ببرنامج أفريقيا لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن تغيير موقف الإمارات تجاه أفريقيا هو قمة جبل الجليد لظاهرة أوسع تجعل القارة بشكل متزايد في مركز الاهتمام العالمي.
وأضافت بروكوبيو، والتي قامت بصياغة تقرير “ما وراء المنافسة: كيف يمكن لأوروبا تسخير طموحات الطاقة الإماراتية في أفريقيا”، أن الجهات الفاعلة الخارجية، غالبًا ما تكون قوى متوسطة من جنوب العالم، حيث تجذبها سوق يضم أكثر من مليار مواطن، والموارد الطبيعية، والدور الحاسم المتزايد للقارة في تحديد الحوكمة العالمية.
وأشارت بروكوبيو في تصريحات لموقع” ديكود 39″ الإيطالي إلى أن أوروبا تحاول فهم كيفية التكيف مع هذا السيناريو الجديد، فيما عليها مواجهة هذا التحدي أو الفرصة بالمرونة اللازمة في أي تحول كبير، مع الأخذ في الاعتبار التعاون و المنافسة مع البلدان الأقل انحيازاً تقليدياً.
واعتبرت الخبيرة أن إيطاليا عبر خطة ماتي الخاصة بأفريقيا تلمح في هذا الاتجاه، مضيفة: حان وقت المشاركة.
وتستعرض الدراسة، التي نُشرت مؤخراً وتم التوقيع عليها بالاشتراك مع كورادو كوك، الخبير في دور دول الخليج في أفريقيا والزميل الزائر في مركز الأبحاث الأوروبي، بعض المجالات التي يمكن فيها التعاون بين الاتحاد الأوروبي والإمارات في أفريقيا مثمرًا مع تقديم بعض التوصيات الإستراتيجية لتوجيه الجهات الفاعلة السياسية والصناعية الأوروبية في هذا المشهد المعقد.
وعملت الإمارات خلال السنوات الأخيرة على توسيع حضورها استراتيجياً في أفريقيا، مما أدى إلى تغيير كبير في سياستها الخارجية وأصبحت فعلياً قوة متوسطة مؤثرة في القارة التي أصبحت مرة أخرى أرضاً للتنافس بين القوى.
ويتركز الاهتمام الإماراتي بشكل خاص على قطاعات الطاقة، وزادت ممتلكاتها في عالم النفط والغاز والطاقة المتجددة والمعادن، بما يتوافق مع رغبات الشركاء المحليين واحتياجات الشركاء الدوليين.
وقال الخبراء إن هذا الالتزام المتزايد يمثل تحديًا لأوروبا، مما يجعل من الضروري لصناع القرار السياسي الأوروبي إعادة التفكير بشأن تصور النهج تجاه الإمارات في إفريقيا.
وتستحوذ الإمارات على حصص في السوق وتروج لنموذج انتقال الطاقة الذي يناسب أكثر احتياجات وأيديولوجية البلدان الأفريقية.
ويمكن للاتحاد الأوروبي عبر التعاون مع الإمارات أن يساعد بالفعل في تسريع تنفيذ المبادرات الخضراء في أفريقيا وتعزيز الحلول العملية لانتقال الطاقة، وربما أيضًا تحسينه كشريك شامل في الجنوب العالمي.
 واعتبر خبراء المجلس الأوروبي، أنه على المفوضية الأوروبية أن تقود حوارًا سياسيًا رفيع المستوى، يشمل الدول الأعضاء وممثلي القطاع المالي والخاص لتحديد الخبرات الفنية والسياسات المالية والأوروبية التي سيتم استخدامها لمعالجة المخاطر والفرص الناشئة عن توسع الإمارات في أفريقيا.
كان السفير الإيطالي لدى الإمارات، لورينزو فانارا وصف أفريقيا بأنها “أرضية خصبة للتعاون بين الإمارات وإيطاليا” حيث تعد “بالنسبة لكلا البلدين قارة ذات أولوية”.
وعلى الصعيد المالي، قال الخبراء إنه على مؤسسات مثل بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، وبنوك التنمية الوطنية مثل كاسا ديبوسيتي اي بريستيتي، تعزيز الشراكات القائمة مع مؤسسات مثل “Africa50″، واللاعبين الماليين الإماراتيين مثل مبادلة بهدف تسهيل التنسيق الثلاثي لحشد التمويل، كما يمكن أن يسهل التنسيق تحديد وتمويل وتنفيذ مشاريع الطاقة الخضراء في جميع أنحاء القارة، مما يخفف من فجوة التمويل التي تقوض النمو الأفريقي.

اشترك في النشرة الإخبارية