رئيس مؤسسة سيمست يقول إن إيطاليا تعمل على تعزيز مكانتها من خلال مشاريع البنية التحتية الرئيسية، مشيراً إلى الجهود المبذولة لتحسين مرونة سلاسل التوريد، وخاصة بالنسبة للطاقة المتجددة وأشباه الموصلات....
كتب باسكوالي سالزانو، الدبلوماسي ورئيس مؤسسة سيمست المالية ومدير الشؤون الأوروبية والدولية في بنك كاسا ديبوسيتي اي بريستيتي الإيطالي، في مقال بمجلة Longitude، أن موقع إيطاليا الاستراتيجي يسمح لها لأن تلعب دورًا حاسمًا في الاتصال والقدرة التنافسية الاقتصادية.
وقال سالزانو إن إيطاليا تركز على طرق جديدة لتخفيف المخاطر وضمان مرونة سلاسل التوريد، وخاصة التي تشكل أهمية بالغة للطاقة المتجددة وأشباه الموصلات المتقدمة، وذلك في سياق التوترات العالمية المتزايدة والاضطرابات في سلاسل القيمة، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأشار سالزانو إلى أن جائحة كوفيد-19 والصراع في أوكرانيا والتوترات بين القوى العالمية الكبرى أثرت بشكل كبير على التجارة العالمية، مضيفاً أن اضطرابات الشحن عبر الطرق الحيوية مثل باب المندب وقناة السويس سلطت الضوء على هشاشة البنية التحتية الإيطالية.
واعتبر سالزانو أن هذه الأحداث كشفت عن هشاشة البنية التحتية، مما دفع إلى إعادة هيكلة تدريجية لسلاسل القيمة العالمية، موضحاً أن العديد من البلدان، بما في ذلك إيطاليا، تتبنى استراتيجيات إعادة التوطين لتنويع التجارة وإضفاء الطابع الإقليمي عليها والتوافق بشكل أوثق مع الشركاء المستقرين من الناحية الجيوسياسية.
وأكد سالزانو أن إيطاليا، عبر الاستثمار في البنية التحتية المستدامة وتعزيز العلاقات التجارية القوية مع أفريقيا ومناطق أخرى، تضمن استقرار ونمو سلاسل القيمة العالمية، مما يعزز مكانتها في الجغرافيا السياسية والتنمية الاقتصادية العالمية.
وتطرق سالزانو إلى مبادرة البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي وقانون الاستثمار في البنية التحتية والوظائف في الولايات المتحدة كجزء من الجهود الأوسع لتحسين الاتصال العالمي، فضلاً عن شراكة مجموعة السبع من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار والتي تؤكد بشكل أكبر على الالتزام بالبنى التحتية المستدامة، مع الرغبة أيضًا في تنسيق الجهود مع خطة ماتي لحكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
وتحدث سالزانو عن أهداف مشاريع البنية التحتية التي تهدف إلى ضمان موثوقية إمدادات الشركات، سواء من خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية أو التنويع الملحوظ لسلاسل التوريد الدولية.
وقال سالزانو إن إيطاليا باعتبارها رئيسًا لمجموعة السبع، تعمل على تعزيز المشاريع الخاصة بتحسين التكامل الإقليمي ودعم موانئ البحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أن الموانئ الإيطالية في البحر الأبيض المتوسط والبلقان في طريقها لأن تصبح مراكز مركزية للتجارة، مستفيدة من المزايا اللوجستية لجغرافية إيطاليا.
وأكد سالزانو أن خطة ماتي الإيطالية تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين أفريقيا وأوروبا من خلال الاستثمارات في البنية التحتية التي تعزز التواصل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وأشار إلى أن المؤسسات المالية للتنمية مثل بنك كاسا ديبوسيتي اي بريستيتي يكتسب أهمية كبيرة عبر المساعدة في تطوير علاقة إيطاليا التجارية مع إفريقيا من خلال دعم الاستثمارات في المنطقة وتعزيز التآزر بين القطاعين العام والخاص.
وتابع أنه من خلال الاستفادة من موقعها الاستراتيجي وبفضل خبرة مؤسساتها المالية، تستطيع إيطاليا تعزيز العلاقات بين أوروبا وأفريقيا، وتعزيز الشراكات ذات المنفعة المتبادلة وضمان قدر أكبر من الأمن لسلسلة القيمة العالمية.
