اللقاءات تستعرض التدريب والقوى العاملة، فيما يعد الملف الأفريقي مركزيا بالنسبة لأوروبا....
قال المونسنيور ألدو بيراردي، النائب الرسولي لشمال الجزيرة العربية، إنه من المثير للاهتمام أن المسلمين أعادوا اكتشاف الديانة المسيحية، ثم بات التعايش سلميًا. جاء ذلك بمناسبة مشاركته في لقاء ريميني في إيطاليا والذي التقى خلاله المونسنيور باولو مارتينيلي، النائب الرسولي لجنوب الجزيرة العربية.
وتضم شبه الجزيرة العربية سبع دول بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تتسم بعقيدة إسلامية عميقة الجذور، مع الترحيب بمجتمع مسيحي يتكون بالكامل من المهاجرين، بما في ذلك الأساقفة.
وتطرق بيراردي إلى التنوع العميق والثمين الذي يميز هذه الأراضي، مشيراً إلى أن العلاقة مع الإسلام، تبدو بالنسبة للمسيحيين الكاثوليك، أكثر تعقيدًا، فيما تبدو حقوق المسيحيين محدودة، بسبب المواطنة وظروف المعيشة. وأكد على بذل الجهود من أجل التعايش، مشدداً على أن الاجتماع أساسي.
من جهته، أشار مارتينيلي إلى “تعدد الأصوات في الإيمان”، مضيفًا أن جميع الكاثوليك هم مهاجرون وكهنة وراهبات ونحن موجودون هناك للقيام بعملنا.
وشدد على أهمية الحوار والمناقشة، مضيفًا: لدينا في نفس الرعية راهب هندي، وراهب باكستاني، وراهب فلبيني، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأكد المونسنيور مارتينيلي أن الحوار بين الثقافات والأديان، بالإضافة إلى وجوده في المدارس الكاثوليكية التسعة التي تضم العديد من الطلاب غير الكاثوليك، موجود في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي وهي مقسمة إلى نيافة أحمد الطيب المسجد، موسى بن ميمون الكنيس، كنيسة القديس فرنسيس داسيزي، في تذكير بوثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك، التي تمثل فصلاً جديداً في تاريخ الأديان.
من جهته، أكد نائب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي إدموندو تشيريلي، أن أفريقيا غنية جدًا، حيث تمتلك 60% من الأراضي الصالحة للزراعة والموارد الكافية لإطعام العالم.
وأشار المسؤول الإيطالي، خلال الاجتماع، إلى أن خطة ماتي لأفريقيا لا تهدف إلى إبطاء الهجرة بل تشجيعها عندما تحدث بوعي، أي عندما يكون من يقررون الانتقال أشخاصًا مدربين واثقين من القيام بدورهم وكفاءتهم في بلد آخر.
وشدد على ضرورة أن تهتم القارة الأوروبية بأفريقيا الوسطى بالنسبة للفرص.
بدورها، تعمل منظمة افزي Avsi في عالم التعاون منذ عدة سنوات، مع أكثر من 355 مشروعًا في 42 دولة. وشدد جيامباولو سيلفستري، الأمين العام للمنظمة، على الالتزام بتعزيز التدريب المدني واللغوي والتقني للسكان المحليين في إطار المذكرة الأوسع نطاقا بين إيطاليا وتونس، الموقعة في عام 2023 للسماح لعدد 12 ألف تونسي بدخول إيطاليا بشكل منتظم.
بدوره، تحدث ماسيمو دال تشيكو، رئيس شركة آسيا أفريقيا والمتوسط، عن الفرصة التي توفرها التكنولوجيا الرقمية للشركات العاملة في أفريقيا، مما يسمح بتفعيل دورات تدريبية في الموقع للعمال، الذين يمكنهم بالتالي البقاء في وطنهم والتعرف على الثقافة الإيطالية.
وشدد على أن خطة ماتي معترف بها دوليا باعتبارها خطة التنمية الوحيدة في أفريقيا التي يجري تنفيذها، مشيراً إلى أن الهدف هو تشجيع نمو الشعب الأفريقي في إطار القيم الغربية التي تهتم بكرامة وحقوق الأشخاص.
فيما قال أندريا ديلابيانكا، رئيس مؤسسة Compagnia delle Opere، إن تطوير المهارات في بلد المغادرة يسير بالتوازي مع مسارات التكامل في البلدان الأوروبية.
وأضاف أنه يوجد في المدارس الإيطالية عدد كبير من الأطفال من عائلات أجنبية، مشيراً إلى الحاجة إلى بناء مسارات تدريب تنتهي بالتوظيف، داعياً لمزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص، مع الكيانات التي تحدد المهارات التقنية التي يتطلبها سوق العمل.
من جهته، قال فريد بوينو كياكولاجا، وزير الدولة للزراعة في أوغندا، الذي حضر اجتماع ريميني على هامش مؤتمر “زيادة مرونة القهوة في أفريقيا”، إن أوغندا حصلت العام الماضي على 1.14 مليار دولار من تصدير القهوة.
وأوضح أن هناك 50 منتجًا للبن في جميع أنحاء العالم، و25 منتجًا في أفريقيا، ومن بين هؤلاء، تمثل أوغندا اليوم خامس أكبر منتج للبن في العالم.
وأشار إلى أن موقع البلاد يجعلها مصدرا هاما للبن الذي يزرع على مدار العام، مضيفًا أن القهوة هي أهم سلعة التصدير في أوغندا حيث تمثل 30 في المائة من عائدات البلاد من النقد الأجنبي.